الخبر من زاوية أخرى

حريق “أوسكار”.. حكاية ملهى عشوائي مملوك لتاجر مخدرات ويرتاده مسؤولون كبار بالدار البيضاء

آذارآذار


عاشت الساكنة المجاورة لملهى ليلي عشوائي معروف ب"أوسكار" بالدار البيضاء، في وقت متأخر من ليلة أمس، رعبا حقيقيا عقب اندلاع النيران في هذا الملهى الذي "بني"، أمام استغراب الجميع، داخل قبو وبدون أن تتوفر فيه شروط السلامة المطلوبة.
 
وحصل موقع "آذار" على معلومات من عين المكان تفيد أن بعض السكان المجاورين لهذا الملهى فروا من شققهم خشية أن تنفجر قنينات الغاز الموجودة بمطبخ الملهى إذا ما امتدت إليها ألسنة النيران.
 
وتحدثت مصادر الموقع عن محاصرة النيران لأكثر من 14 زبونا ظلوا عالقين بقبو الملهى بعد أن وجدوا صعوبة في الفرار لأن الملهي له باب واحد وليس له أي منفذ من منافذ السلامة.
 
 وعجز العاملون بالملهي عن إخماد النيران رغم استعانتهم بأكثر من 10 قنينات أوكسجين، بل كادت الأمور أن تتطور إلى "فاجعة" أخرى لولا وصول رجال المطافئ الذين تمكنوا في نهاية المطاف من تطويق النيران وتحرير الزبناء المحاصرين بينهم نساء. 
 
وفي الوقت الذي لم تعرف الى حد الآن أسباب هذا الحريق ولو أن البعض تحدث عن تماس في خيوط الكهرباء، ذكرت مصادرنا أن مصالح الأمن هرعت الى عين المكان واستمعت الى القائمين على شؤون هذا الملهى لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا الحريق.
 
وكانت السلطات المحلية قد أغلقت في وقت سابق هذا الملهى لعدة سنوات عقب أحداث عنف اندلعت داخله قبل أن يتم الترخيص له من جديد في ظروف غامضة.
 
 وأثار هذا الترخيص الكثير من علامات الاستفهام رغم أن السكان المجاورين للملهى ما فتئوا يشتكون ليس فقط من كثرة الشجارات والضجيج الذي يسمع على بعد مسافة طويلة، ولكنهم يشتكون أيضا من عدم احترام الملهي للتوقيت القانوني الذي تحتكم إليه باقي الملاهي الليلية.
 
"لأن هذا الملهى العشوائي لا يغلق بابه الوحيد في بعض الأحيان إلا في حدود الخامسة صباحا"، يقول متضرر من السكان المجاورين لموقع "آذار".
 
ولم يقف الأمر عند هذا، بل إن الملهى المذكور تحول الى شبه نقطة سوداء إلى حد أن هناك أنباء تحدثت عن تسامح القائمين على هذا الملهى مع كل أنواع الممنوعات بما في ذلك فرضية استهلاك المخدرات و"أسطر الكوكايين".
 
المثير أكثر في هذا كله هو أن هذا الملهي يعد قبلة مفضلة لبعض السياسيين ولبعض رجال السلطة وحتى لبعض المسؤولين عن الشأن المحلي بالدار البيضاء حصل موقع "آذار" على لائحتهم الكاملة.
 
واستغربت مصادرنا كيف أن هذا الصنف من وجهاء المدينة يرتادون هذا الملهى رغم علمهم أن مالكه الرئيسي المعروف ب"سعيد" هو تاجر مخدرات ويقضي حاليا  عقوبة سجنية ب10 سنوات سجنا نافذا في قضية تهريب أكثر  من 4 أطنان من المخدرات في القضية المعروفة ب"حشيش بير الجديد".
 
أكثر من هذا فحتى الشريك الثاني في هذا الملهى هو بدوره كانت له مشاكل حقيقية مع الأمن البلجيكي للاشتباه فيه بترويج  ممنوعات، وفق ما تسرب من معلومات من مصادر مقربة من المعني بالأمر.
 
وحسب المصادر نفسها فإن هذا الشريك الثاني كانت له  ربما يد في "إرسال" شريكه الرئيسي ب10 سنوات سجنا نافذا حتى ينفرد هو بإدارة هذا الملهى الذي قد تتجاوز أرباحه الصافية أكثر من 30 مليون سنتيم في الشهر.
 
يذكر أن ملهى "أوسكار" كان في بداية الأمر "باركينغ تحت-أرضي" بباب واحد قبل أن يتم تحويل جزء من هذا "الباركينغ" إلى ملهى عشوائي، فيما تم تحويل الجزء الثاني إلى مكاتب هي بدورها عشوائية.
 
لكن الخطير في هذا كله وهو أن مثل هذه الأبنية العشوائية لا زالت تنبت بليل حتى بقلب الدار البيضاء بل وأمام صمت مصالح التعمير وكل المسؤولين على هذه المدينة العملاقة  التي خصص لها الملك محمد السادس خطابا غير مسبوق لجعلها قطبا ماليا كبيرا يستقطب المستثمرين وليس تجار المخدرات.