الخبر من زاوية أخرى

قضية بوعشرين.. “إبعاد” الطالبي وفريق لشكر يرفض لقاء دفاع المشتكيات

آذارآذار


ما الذي يجرى وسط دفاع المشتكيات في ملف توفيق بوعشرين مؤسس "أخبار اليوم" و"اليوم24" الذي أدين ب12 سنة سجنا نافذا بتهم ثقيلة اختلط فيها القانون بالسياسة والصحافة والقرب من عبد الإله بنكيران؟
 
مصدر مطلع كشف لموقع "آذار" أن المحامية الاتحادية أمينة الطالبي، ذات الصوت الجهوري الذي اشتكى منه بوعشرين أكثر من مرة، تعرضت إلى ما يشبه عملية "طرد مذل" من الترافع لفائدة الضحايا المفترضات في هذا الملف.
 
وبينما لم تتسرب أي معلومة حول هوية الجهة التي أمرت بهذا الطرد ولا دواعيه، لم يستبعد مصدر "آذار" أن يكون "إبعاد" أمينة الطالبي له علاقة بسلسلة "أخطاء" ارتكبتها هذه الأخيرة
 
ولمح مصدرنا بهذا الخصوص إلى أن "أخطاء" الطالبي "أغضبت"  أكثر من جهة بمن في ذلك زملاؤها في هيئة الدفاع، والذين اشتكى بعضهم من بعض "تصرفاتها الغريبة" عن أعراف وتقاليد مهنة المحاماة.
 
وذكر المصدر نفسه أن "أخطاء" الطالبي بدأت مبكرا ومع أول جلسة من جلسات محاكمة بوعشرين عندما نصبت نفسها "منسقة" لهيئة دفاع المشتكيات دون الموافقة أو الاستشارة مع محامين هم أكفأ منها وأقدم منها في الانتساب الى المهنة.
 
وبحسب مصدر الموقع فقد أثار هذا "التصرف" وقتها استياء واسعا وسط دفاع المشتكيات غير أن هذا الاستياء ظل طي الكتمان حتى لا تبدو هيئة دفاع الطرف المدني غير متجانسة وتخترقها خلافات حتى قبل أن تبدأ في الترافع.
 
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل إن الطالبي، التي تعد وجها غير معروف وسط الاتحاديين، لم تنسق مع زملائها في الدفاع عندما تقدمت بمذكرة بلا مضمون قانوني قوي طالبت فيها بتعويض مالي مهم لفائدة الصحافي امبارك لمرابط زوج إحدى المشتكيات المسماة أسماء الحلاوي، وهو الطلب الذي رفضته المحكمة لأن المذكرة صيغت بطريقة كانت أقرب إلى "النص الإنشائي" منها إلى "المرافعة القانونية المحكمة والرصينة".
 
أكثر من هذا، فقد أثارت الطالبي أيضا "الغضب" عندما سافرت إلى جنيف رفقة بعض المشتكيات دون استشارة من يهمهم الأمر ولا زملائها في الدفاع.
 
وذكر مصدرنا في هذا السياق كيف أن "سفرية" الطالبي إلى جنيف حركت العديد من الهواتف قبل أن يصدر الأمر بمنعها من الجلوس مع فريق العمل الخاص بالاعتقال التعسفي رفقة المشتكيات.
 
وليس هذا فحسب، بل تحدثت بعض المصادر عن "تعليمات" طالبت من الطالبي العودة إلى المغرب والابتعاد الكلي عن هذا الملف أو الحديث باسم الضحايا المفترضات.
 
مصادر أخرى لم تستبعد أيضا أن يكون هذا "الغضب" على الطالبي له علاقة حتى بهذا الخلاف الحاصل بينها وبين الكاتب الأول للحزب للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر على خلفية رغبتها في تولي رئاسة الفريق النيابي للحزب مكان شقران إمام، وهي الرغبة التي لم يسايرها فيها إدريس لشكر الذي يبدو أنه ذهب أبعد من ذلك عندما صدرت أوامر بعدم توجيه الدعوة إلى الطالبي لحضور مؤتمر المحامين الاتحاديبن الذي انعقد مؤخرا بالشمال.
 
إلى ذلك، قالت مصادر الموقع إن الفريق الاتحادي بمجلس النواب "رفض" استقبال دفاع المشتكيات خلافا لما راج بكون جميع الفرق البرلمانية استقبلت هذا الدفاع باستثناء فريق البيجيدي.
 
بل إن أمينة الطالبي دفعت ربما بقوة لئلا يكون هذا الاستقبال انتقاما من عملية إبعادها وعدم إحضارها في اللقاء الذي جمع دفاع المشتكيات مع أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
 
وقالت مصادرنا إن محامين من دفاع المشتكيات بينهم زهراش حلوا بمجلس النواب للقاء رئيس الفريق الاتحادي شقران لكنهم التقوا فقط أمينة الطالبي التي أخبرتهم بأن لقاء رئيس الفريق غير ممكن في ملف حساس مثل هذا الملف. 
 
وقد انتفض زهراش ضد الطالبي قبل أن يغادر غاضبا ويصفق الباب خلفه بعد أن قال لها: "احنا راه جايين عند رئيس الفريق ومجيناش لدار اباك…".
 
أما رئيس الفريق الاتحادي شقران فقط ربط استقبال دفاع المشتكيات بشرط أولي وهو أن يتم استقبال هذا الدفاع من طرف الفريق النيابي للبيجيدي، فيما لمحت بعض المصادر إلى فرضية وقوف لشكر وراء هذا الرفض لأن رئيس البرلمانيين الاتحاديين شقران إمام لا يمكن أن يتخذ مثل هذا "القرار الحساس" دون مراجعة كاتبه الأول.