الخبر من زاوية أخرى

واش نقطع ولا بلاتي!.. تعليقا على صورة العثماني وبنكيران المركبة

Avatarحكيم عنكر


أوحت لي هذه الصورة التركيبية التي نشرها الزملاء في موقع "آذار" مع خبر لقاء "سري"، وغير مرتب جرى بين رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وعبدالإله بنكيران، زعيم العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة السابق، بدلالات ذات أهمية خاصة، تجاوزت ربما "خبر اللقاء نفسه". 
 
فمركب الصورة، استطاع أن يترجم بكثير من الاحترافية ما لم يقله الخبر نفسه… أو ما تستر عليه، تاركا للقارئ الفطن، مهمة قراءة الصورة.. ألسنا اليوم في زمن قوة الصورة وسطوتها؟
 
فأصابع يد العثماني المرفوعة إلى الأعلى على شكل مقص يستعد لـ "العمل" والملامح "المكبوحة" والوجه الكامد، مع الوضعية المتصلبة الحادة التي يتخذها رأس ورقبة العثماني على كتفيه،وبقعة الضوء التي تطوق مقدمة الوجه وتبرز الانفعالات الكامنة، كما يحدث في مسرح الظل. 
 
كل ذلك يوحي بأن الرجل اتخذ قرارا ما، أو فكر فيه، أو ألح على خاطره، وربما تجاوز "عتبة الواقع" إلى هذيان الأحلام.. وهذا القرار يرتبط بفعل: القص أو القطع أو الجزّ أو الإنهاء لشيء مستمر وممتد أو الكسر أو الانفصال.. 
 
ولأنه رئيس حكومة تعيش على أصداء صراعات، فإن الذهن لا يذهب إلى "مناسبة مفرحة"، كقص شريط أحمر/ أخضر لبناية أو منشأة عمومية، ولكنه يشير إلى أمر يشبه قطع حبل السرة، أو إسالة دم قلفة الختان، غنه في المجمل حدذ غير سعيد يوشك رئيس الحكومة على ارتكابه، بعد أن تعب في منتصف ولايته.
 
في المقابل، هناك صورة رئيس الحكومة السابق عبدالإله بنكيران، ينظر إليه كأنما يشجعه، لكنه لا يقول ذلك صراحة، كأنما يقول له: هل نويت؟ كأنما يختبر بنظراته، مدى جدية "مقص" الرجل، وما إذا كان مجرد مناورة من مناورات الطبيب النفساني، لسبر أغواره.. 
 
وكأنما يقول له: دونك والبحر! 
وكأنما يقول له: هل حسبتها جيدا؟
وكأنما يقول له: صافي؟ هل وصلت إلى كلامي؟
وكانما يقول له: شد مقصك، مكاين ما تقطع!
وكأنما يقول له: مالك مخلوع، ازعم تاكل اللحم!
وكأنما يقول له: السلامة يا ربي، نرجعو نلعبو ثاني من الأول!
 
وكأنما يقول له: بعد مني واقطع
وكأنما يقول: تطور ملموس سي العثماني.. اجمع اجمع ذاك الشي، لاتعود في: شد ليا نقطع ليك!