الخبر من زاوية أخرى

قضية تجنيد خطيبة يتيم.. حنان بكور ترد على أحمد الريسوني

Avatarحنان بكور


"يتيم وخاشقجي شخصية سياسية وازنة ومؤثرة…واليوم، لكل منهما قصته مع خطيبته..خطيبة الأول، تسببت لخطيبها في ورطة متنوعة الصور، متنقلة الأماكن. ويبدو أنه إن تقدم فيها فمشكلة، وإن تراجع عنها فمشكلة…
 
أما خطيبة الثاني، فتسببت خطوبتها في مصير مجهول لخطيبها؛ فقد تم استدراجه من أمريكا إلى تركيا بدعوى إتمام الخطبة والزواج؟! 
 
ثم استدرج للدخول إلى قنصلية بلاده، دون أن تدخل معه خطيبته التي بقيت بالباب؟! وهناك اختفى وطمست آثاره..وإذا كان الخطيبان معا قد دفعا ثمنا باهظا ومهرا فادحا بسبب هذه الخطوبة، فإن الخطيبتين معا تعيشان في أمان وسلام؟"..
 
هذا مقتطف مما خطه الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني بشأن قصتي الوزير المغربي محمد يتيم والصحافي السعودي المختفي خاشقجي..والجامع بينهما، حسب الفقيه الريسوني، قصتهما مع الخطيبتين..
 
ساتكلم عن قصة يتيم مادامت قصة الصحافي السعودي غير واضحة لحد الآن.
 
قرأت النص مرات عدة وأنا أدعك عيني من شدة الصدمة علني أصدق ما قرأت…الفقيه المقاصدي يتحدث عن الرجلين كما لو أن كل واحد منهما قاصر فاقد للأهلية والإدراك وحتى الإدارة؟!! ويحمل خطيبتيهما مسؤولية ما وقع معهما!!..
 
تخيلت للحظة أن يتيم كان مخدرا لحظة تقدمه لخطبة الممرضة، وكذلك الصحافي السعودي!! تخيلت يتيم وأنا أقرأ للفقيه بأصفاد يقرأ الفاتحة عوَض الورود والهدايا!! 
 
بغض النظر عن قصة يتيم وتفاصيلها، وأنا هنا أومن وأدافع عن حقه في الحرية في تدبير نداءات قلبه وحياته الخاصة كما يشاء، على الرغم من أنه لم يؤمن بها لي ولغيري، وظل محسوبا على "الغلاة" من أصحاب الخطابات الدينية الموجهة للمستهلكين لا لأصحابها (يكفي الرجوع لافتتاحياته في التجديد عن الحجاب والمرأة)، رغم ذلك، أرى أن ما كتبه الريسوني خطييير جدا!! 
 
كيف يتم تحميل الخطيبتين تبعات ارتباطهما بمسؤولين؟! هل الممرضة هي من بحث عن يتيم؟! هل وضعت سيفا على عنقه ليتزوجها؟! اعتقد أن الخطيبة صراحة لم تعمل سوى على مساعدة الوزير الإسلامي على نزع "ماسك" ظل يرتديه طوال مسيرته ولم تكن له الشجاعة الكافية ل"المراجعة"…
 
هي مشكورة على ذلك!! جعلته يكتشف حقيقة نفسه وقناعاته التي ظلت متمسكا بأهدابها من أجل حركة وحزب ومنصب…ومن أجل الناس!!..لم يكن ليتيم أن يحيد عن كل هذه التفاصيل التي بنيت عليها شخصيته "الاستهلاكية" لولا الممرضة!! 
 
الكثيرون سيقولون إنه رجل بلا ضمير وناكر للعشرة والخبز والملح، لأنه طلق زوجته من أجل ممرضته، لكن العشرة والخبز والملح لا يمكن أن يكونا سلاح إبادة لشخصين استحالت عشرتهما لسنوات (أرفض كليا الطريقة التي تحدث بها عن أم أولاده) وظلا يلعبان دورا أمام العائلة والمجتمع في فيلم انتهت فصوله ورفض أبطاله "تطلع الكتابة"…وتركا نفسيهما للأحلام!! 
 
نعم يتيم وكذلك زوجته..هما معا أخطآ باختيارهما "الموت السريري" في الواقع..وحياة "الكارط بوسطال" أمام الناس!! 
 
أين المشكلة إذا فتح يتيم صفحة كتاب جديد؟! وكذلك زوجته..لها نفس الحق في ذلك..كانت ستوفر على نفسها وجع متابعتها تفاصيل قصة حب والد أبنائها بعدما صار زواجهما موقوف التنفيذ منذ سنوات..
مشكلتنا أننا شعب يعيش للناس..يمكن أن نكبح الحزن من أجل الناس! نخفي المعاناة من أجل الناس! نمثل من أجل الناس! ونموت أيضا من أجل الناس!..وهذا ما اختاره يتيم وزوجته للأسف..
 
 كيف يمكن تحميل امرأتين وحدهما تبعات علاقتهما برجلين في منصبين مهمين (وزير وصحافي شهير)؟! قبل أن نشيطن الناس ونبحث عن أجوبة في ضفاف "التآمر" و"التجسس" وغير ذلك من الكلام الكبير…
 
يكفي أن ننظر بعين عقل للعلاقات بين الجنسين، خاصة الأزواج..ففيها ما لا يسر ناظرا ولا منظورا..فيها بشر يموت من أجل الناس..فيها "معتقلات سرية" للعواطف باسم المظاهر!
 
* صحافية ومديرة نشر موقع "اليوم24"