الخبر من زاوية أخرى

الأصالة والمعاصرة.. الصخيرات ذات يوم

Avatarمحمد أبودرار


في خضم التجاذبات والحراك الداخلي الذي يشهده حزب البام، وفي إطار النقاش الصحي، الذي تنشطه لقاءات القاعات المفتوحة او المغلقة، و بدعوة من بعض القادة، حضرت أحد هذه اللقاءات بمدينة الصخيرات أسابيع خلت.
 
كان اليوم جمعة. بعد الصلاة، التحقت بالإخوة الذين وجدتهم قد فرغوا للتو من الغداء. تفاجأت من تواجد بعض الأسماء، التي إلى الأمس القريب هي الآمر الناهي في الحزب.
 
محور اللقاء كان هو ضرورة ايجاد حل لوضعية الفرملة التي يعيشها الحزب خاصة على ضوء وضعية الأمين العام المستقيل غير الواضحة ومدى تأثيرها على سيرورة مختلف أجهزة التنظيم. 
 
يعلم الله، وانا اتفرس وجوه الحاضرين، استنتجت مباشرة ما يدبر (او هو اللي وصلنا ليه اليوم).
فرغم أن النقاش كان متمحورا في حالة الاستقالة المجمدة، فإن مهندسي اللقاء أرادوا أن يتمخض الجمع عن بيان ينشر للرأي العام.
 
 وهو ما تم رفضه من طرف البعض. وكنت أشدهم معارضة للأمر خيفة ابتداع ما تسبب في نسف الاحزاب الأخرى من حالات انقسام بدأت كلها ببيان داخلي عادي. 
 
 
بعد الانتهاء من اللقاء، سألني أحدهم، على انفراد، عن سبب الرفض فأجبته: 
 
كيفما كان فحوى البيان فإن أول شيء سيتم تفسيره من طرف المناضلين هو أن الموقعين على البيان اتفقوا على تقسيم المناصب: الأمين العام، المكتب السياسي، رئيس الفريق البرلماني …
 
بعدها بأيام قليلة، التقيت أحد المهندسين  بمجلس النواب. كان من أشد المطالبين بنشر البيان، الذي كان محور نقاشنا الثنائي.
 
 أجبته وهو يعرف طبيعتي: "معندي فرانات، مانخاف من حد، او ما طامع ف حاجة": "تواجد أسماء من أكثر ما يعترض عليها المناضلون هو نسف للحزب".
 
لم أحضر معهم بعدها أي لقاء. استمرت الكولسات والاجتماعات. ومع توالي الأيام، اتضح بالملموس ما كنت أخشاه.
 
 فقد اتفق المهندسون (حتى اللي مايحمل الشوفة ف الاخر) على توزيع المقاعد بدءا بمنصب الأمين العام، ضمان التواجد في تشكيلة المكتب السياسي، رئاسة الفريق البرلماني وانتهاءً بتوزيع تدبير مختلف قطاعات الحزب!.
 
وفي الأخير ينتظرون منا أن نأتي لنستمع للفلسفة ولغة الخشب، التي تتكرر مفرداتها في كل لقاء، ولنصفق في الأخير والتسليم بأن هناك توافقا اجتمعت عليه كافة مكونات الحزب!.
 
هيهات هيهات. 
 
فإن كنا ننتقد تدبير الحزب في المرحلة السابقة رغم النتائج غير المسبوقة، فلا يمكن أن يكون الحل هو من كانوا جزءا سلبيا من تلك المرحلة.
 
 فريق همهم الأساسي هو المناصب، وكأن الأمهات لم تلد غيرهم.
 
تدبير الحزب يحتم علينا استحضار المناخ السياسي الحالي والتعايش مع باقي الفرقاء، وليس التموقع في خانة (غير حنا اولا هم).
 
من حق أي كان الترشح. فالمجال مفتوح. ومن كان يظن أنه يتحكم ويتكلم باسم الجهة الفلانية فالصندوق هو الفيصل. لكن من حق الجميع ابداء آرائهم، ومن حقي ايضا ابداء رأيي.
 
ورأيي الشخصي كبرلماني وعضو في المجلس الوطني، وكمسؤول حزبي، أرى أن الظرفية السياسية الحالية، وانسجاما مع شعارات حزبنا، التي ليست مجرد اناشيد لدغدغة المشاعر، أو لكسب أصوات فئة معينة، فإنني أدعو أن يتقدم لمنصب الأمانة العامة وجه جديد من الشباب، 
 
شاب خبر السياسة، وخبر الانتخابات (كايعرف بحق الشارع) ، ذو مستوى معرفي وتدبيري مهم، متسلحا بفريق ثقيل لا يعرف لغة التصفيق. فريق متجانس يحمل هم الوطن قبل الحزب.  
 
وللدمقراطية والمجلس الوطني الموقر واسع النظر. وبعدها سنصفق للفريق الفائز 
 
ختاما ، نحن إخوة، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. 
تقبل الله صيامكم.
دمتم سالمين.
 
* برلماني من الأصالة والمعاصرة