الخبر من زاوية أخرى

حملة مقاطعة المنتوجات.. الرسالة وصلت

Avatarحكيم عنكر


لأنها لم تكن ذات اسم ورسم؛ فقد كان مكتوبا لحملة مقاطعة منتجات مغربية أن تنتهي. 
 
لم تمتلك الطبقة السياسية المغربية شجاعة أن تعلن تبنيها لهذه الحملة الشعبية. 
 
هي نفس الهواجس  والترددات التي عاشها المغرب السياسي  والاجتماعي في فترات مهمة وحساسة من تاريخه الحديث والمعاصر.
ربما يهتف المنتشون بالانتصارات الصغيرة: لقد أرغمناهم  على إساخة السمع لنا وللطبقات  الشعبية المتضررة. ولكن من يدعي تمثيل بسطاء المغرب فهو كاذب ومنافق. أو هو صاحب مشروع ضيق.
لطالما عاش المغرب أشباهه؛ وتعاملت  السلطات  مع بشر من هذا القبيل. ولأن حملات من هذا القبيل تولد يتيمة ويشملها الجميع بالإحسان؛ قبل أن يجري التنكر لها وقد  أصبحت رائدة.. 
 
 فقد طالعتنا أصوات تميل ذات اليمين وذات الشمال؛ وتحنحن: لسنا  نحن.. أو مالكم يا شعب… !
…..
هذا هو المغرب؛ الجغرافيا  والتاريخ والاسم.. أما زال من يأخذه شك؟ سيخرج  من الغد وربما الان من يقول: لا علاقة لي بما يحدث! 
 
أكثر من صوت سياسي  يسارع للحصول على صك براءة؛ بينما القضية في مجملها  عادلة تماما.. مغاربة يحتجون  على مغاربة بسبب غلاء ليس إلا.. في الديمقراطيات العريقة بعتبر هذآ  مؤشرا جيدا…هل هم محقون أم واهمون؟ هذا شأن آخر.
….
ماذا نفعل الآن؟ نقاطع أم نستهلك؟ الدرس هنا للجميع.. لمن يملك الشركات ولمن يعتقد  أنه يضع  الشارع  في بطنه. هي لعبة لا بد أن تدار بالكثير من الذكاء، ففي الجهة الأخرى هناك مجال مملوك للدولة؛ وهي المسؤولة  على المحافظة عليه؛ بما في ذلك حماية المجتمع  من نفسه.
….
المعركة لا تنهيها خطب ولا حربائية الطبقة السياسية؛ ولكن المشرع يمكن أن يسارع  الخطى لإقرار مؤسسات الحكامة الخاصة بالمجال الاقتصادي  والاجتماعي.. لا بد  من وجود  دركي للسوق؛ ينظم كافة المعاملات التجارية والاقتصادية..
 
 وهذا هو المطلب العدالة مقاولاتية  تساوي بين الجميع؛ وتمنح الامتياز المشروط لرجل المال / امرأة المال والأعمال المحليين. يتم ذلك وفق جدول تعهدات والتزامات اجتماعية واضحة من ضمنها جدول الأسعار.
…..
أما حسابات السياسي فهي حسابات رجل السياسة.. لا يعلم بكم  تتعشى البقرة، وبم تحلم، وكم تمنح من لتر حليب؟
يحكي دكالي جلب أبقار من هولندا ؛ أيام الراحل أرسلان الجديدي.. يقول: البكرة الهولندية.. جاو يلعبوا معاها الدراري تخلعت؛ وهي تغرز(أي لم تعد تذر الحليب).. فالبكشيفة  والطبيب  باش رجعت تحلب.
الرسالة وصلت.. لا فائدة في التكرار! حتى لا تغرز البقرة!