“غضبة” القضاة على منيب.. لهذا رفض حفيظ التعليق على الودادية
لازال الجدل متواصلا حول البيان "الغاضب" الذي ردت به الودادية الحسنية للقضاة على تصريحات انتقدت فيها الأمينة العامة للحزب الاشتراكي نبيلة منيب جهاز القضاء عقب حضورها الجمعة المنصرم لمحاكمة معتقلي حراك الريف.
واتهمت منيب في تدوينة على حائطها بالفايسبوك القضاء ب"جرجرة محاكمات الريف في انتظار توجيهات لم تأت بعد بعد أن فشل مخطط تخويف وتخوين المعتقلين" قبل أن تخرج الودادية التي يرأسها عبد الحق العياسي لتعتبر تصريحات منيب "استخفافا وعبثا بنصوص دستورية وقوانين تنظيمية وتقاليد راسخة وواجبة الاعتبار في كل المجتمعات الديمقراطية. .".
محمد حفيظ نائب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد رفض، في اتصال مع "آذار"، التعليق على "غضبة" قضاة الودادية، لكنه فضل أن يعلق بطريقة مغايرة احتراما للوضع الاعتباري للقضاة ومكانة القضاء وهيبته.
وقال حفيظ في هذا المنحى إنه لن يرد على بلاغ الودادية قبل أن يتأكد أولا من أن هذا الكلام صادر فعلا عن تلك الودادية، مشيرا إلى أن بعض الشكوك تراوده في هذا الأمر .
"فلا الشكل ولا اللغة ولا الأسلوب ولا المحتوى، كل ذلك يجعلني أشك في أن يكون ذلك المنشور الذي يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي صادرا بالفعل عن قضاة وعن جمعية ينتظم فيها قضاة"، يقول حفيظ قبل أن يضيف "فمن حيث الشكل، وباستثناء اللوغو، فلا عنوان يحدد طبيعة ذلك الكلام؛ هل هو بيان أم بلاغ أم رد…، ولا تاريخ ولا مكان ولا خاتم ولا توقيع…".
وتابع حفيظ قائلا بهذا الخصوص: "الذي أعرف هو أن القضاة، وبحكم مهنتهم، يفترض أن يكونوا الأعرف بقيمة هذه المعلومات في التوثيق وفي صدقية الوثائق حتى يعتد بها".
أما من حيث اللغة المستعملة والأسلوب الموظف، فيؤكد حفيظ "أن منشور الودادية مليء بالأخطاء اللغوية والأساليب الركيكة التي أستبعد أن يرتكبها ويأتيها قضاة يصدرون الأحكام باللغة العربية، ويفترض فيهم أن يكونوا أشد حرصا على اللغة السليمة والأسلوب الرصين…".
ولم يقف حفيظ عند هذا الحد، بل إنه استغرب كيف أن المنشور، الذي كتب بضمير (المتكلم الجمع)، مستعملا النون الدالة على الجماعة، في إشارة إلى أنه صدر عن جماعة، يتحول، في إحدى الفقرات، إلى استعمال ضمير المفرد (المتكلم المفرد).
و"المقصود هنا، حسب حفيظ، حين يقول منشور الودادية: "وأحيلك هنا…"! فلا نعرف هل يتكلم هذا المنشور باسم جماعة من القضاة ينتسبون إلى ودادية أم باسم قاض واحد"؟!
ولم يفت حفيظ أن يتوقف أيضا عند المحتوى والمضمون لبيان الودادية، حيث شدد المتحدث نفسه على "أن هذا المنشور الذي يتداول باسم ودادية لقضاة جاء مليئا بالسب والتحقير والتهديد والمغالطات".
وهو الأمر الذي اعتبره حفيظ "لا يليق بالقضاة"، قيل أن يضيف أنه يصعب عليه أن يتقبل صدور هذا المنشور عن قضاة وُجدوا لينهضوا بوظيفتهم النبيلة بالوقار الذي تلزمهم به مهنتهم.
وختم حفيظ حديثه إلى "آذار" بالقول: "لكل ذلك، لا يمكنني أن أعلق على هذا المنشور أو أن أرد عليه. ولا يمكن أن أقوم بذلك، حتى أتأكد من أنه صادر بالفعل عن جمعية ينتظم بها بعض قضاة المغرب".
يذكر أن الودادية الحسنية للقضاة لم تكتف بذلك الرد الناري على نبيلة منيب بل هددت أيضا باللجوء إلى القضاء، فيما اعتبرت بعض التدوينات على الفايسبوك أن الودادية تسرعت في إصدار هذا الرد على تصريح سياسي عادي.
أكثر من هذا، فهناك من قال إنه إذا كان من الضروري أن يكون هناك رد على تصريحات منيب المهاجمة للقضاء فإن المعني بهذا الرد هو النيابة العامة وليس ودادية للقضاة.