الخبر من زاوية أخرى

الإصلاح الديني المفترى عليه

Avatarد.إدريس الكنبوري


قضية ما يسمى الإصلاح الديني تذكرني بمسرحية جميلة للراحل محمد مسكين (من يتذكره؟) عنوانها "عرس المهابيل".
 
 الجميع يرقص والجميع يغني والجميع لا ينصت. ولكن المصيبة أن البعض أصبح يضع معادلة خطيرة مفادها: إما الإصلاح الديني المفترى عليه وإما الداعشية.
 
وليس عندي شك على الإطلاق في أن هذه المعادلة صنعت على مستوى عال من الدقة والمهارة في مراكز الأبحاث والدراسات الغربية التي لديها ظاهر وباطن: ظاهرها البحث وباطنها التخابر.
 
 لقد تم توظيف جماعة داعش الإرهابية بطريقة راقية بحيث تؤدي المطلوب منها بدقة. وهكذا صار الإسلام السوي الذي عاشه الناس قرونا مقرونا بالتطرف وصار الإصلاح الديني مقرونا بالتفسخ.
 
 واليوم – وما أدراك ما اليوم ! – أصبح الدفاع عن النص تطرفا واغتصاب النص إصلاحا. لا تكاد ترى حولك إلا من يهاجم الحديث أو يلوي أعناق الآيات أو يلعن الفقه من الماء إلى الماء أو يسخر من صحابي أو يطعن في رواية أو يتهم القرآن بالنقصان والله بالنسيان ويرد الدين بالبطلان. 
 
ووسط هذه الجموع المباركة لا تكاد تجد واحدا يحفظ كتاب الله ويعلم بالناسخ والمنسوخ. ليس هذا هو الإصلاح الديني أيها السادة، هذا نخر في الأعمدة حتى يخر السقف. 
 
أمة كثر فيها الجدل وقل فيها العمل. لنكن صرحاء: الاصلاح الديني حق، لكنه علم يؤخذ، خذوا العلم أولا، وعندما تأخذونه تأكدوا أنكم ستصبحون أكثر مسؤولية، ومن كان مسؤولا تعقل. سيروا سير ضعافكم.