الخبر من زاوية أخرى

مرض الملك.. شفافية كاملة مع موضوع حساس

Avatarحميد الدكالي


في المغرب، كما في جميع أنحاء العالم، تعتبر صحة الملوك ورؤساء الدول، من الأمور الحساسة جدا، لأنها ترتبط بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في كل بلد، وتحدد مصير المراحل الحالية أو المقبلة على جميع المستويات.
 
وفي عهد الملك الراحل الحسن الثاني، كان الأمر أكثر من حساس، بل طابو يحظر الحديث فيه، من قبل النخب أو الشعب. أما تناول ذلك في الإعلام فقد كان خطا أحمر إلى أن تم إدخال الراحل إلى المصحة الملكية ووفاته في يوليوز 1999.
 
لكن الأمور ستتغير بعد ذلك مع العهد الجديد. فلم تعد الأحوال الصحية للملك محمد السادس سرا من الأسرار ينبغي إخفاؤها على المواطنين المغاربة. 
 
وهذا ربما يشكل حالة مغربية خاصة في المحيط الإفريقي، وبين الدول العربية بشكل عام.
 
وقد بدأت قصة الشفافية التي انتهجها الملك في الإخبار عن أحواله وأوضاعه الصحية، في سنة 2009، عندما أصدر الديوان الملكي حينها بلاغا غير معتاد للمغاربة.
 
وهو البلاغ الذي تحدث أول مرة عن مرض الملك، والذي وقعه البروفيسور عبدالعزيز المعنوني.
 
 وقد جرى توجيه الصحافيين المغاربة الباحثين في التفاصيل إلى الاهمتام بأشياء أخرى تهم عملهم.
 
وهكذا، توالت بلاغات الديوان الملكي الموقعة من طرف أطبائه. ففي سنة 2015، ألغى الملك زيارة إلى العيون كان قد بدأها إلى الأقاليم الجنوبية المغربية.
 
وبعد أيام من التنقل والأنشطة الملكية، اختصرت الزيارة، وصدر بلاغ للديوان الملكي بضرورة خضوع الملك للراحة بسبب إصابته بالتهاب في الجهاز التنفسي. 
 
وبعد ذلك بسنة، جرى إلغاء زيارة للملك إلى الصين كانت مبرمجة للسبب الصحي نفسه، وصدر بلاغ في الشأن نفسه.
 
وقبل أشهر، في سنة 2017، اعلن الديوان الملكي أن الملك أجرى عملية على عينه، إلى أن صدر البلاغ الجديد، الذي يخبر عن إجراء الملك لعملية على القلب.
 
وها هو بلاغ جديد للديوان الملكي يعلن أن الملك محمد السادس أجرى أمس عملية جراحية ناجحة على مستوى القلب. بل إنه جرى تعميم صور مؤثرة للملك وهو محاط بأفراد عائلته وابنيه ولي العهد مولاي الحسن والأميرة للا خديجة.
 
إنها الشفافية الكاملة في التعامل مع موضوع حساس يتعلق بمرض ملك البلاد.