الخبر من زاوية أخرى

هل يستعد “الأحرار” لانتخابات سابقة لأوانها؟

Avatarعمر الشرقاوي


صور سياسية معبرة وذات إخراج حرفي. وعود وبرامج سياسية وسياسات عمومية يتم الإعلان عنها، واستقطابات بالجملة يجري عقدها، وأموال ضخمة تصرف على لوجستيك الاجتماعات والمؤتمرات التي يعقدها حزب التجمع الوطني للأحرار تحت ذريعة استكمال هياكله التنظيمية.
 
 فهل انطلقت الحملة الانتخابية لسنة 2021 قبل الأوان أم أن تحرك الأحرار مؤشر على احتمال اللجوء إلى انتخابات سابقة لأوانها؟
 
لا أحد يمكن أن يعيب على حزب ما تحركه المكثف للرفع من قاعدة زبنائه وتسويق منتوجه. فتلك وظيفته الطبيعية والمطلوبة والتي من المفروض أن تقوم بها كل الاحزاب السياسية في كل وقت وحين.
 
 لكن لا يبدو أن الوتيرة السريعة التي يتحرك بها رموز التجمع الوطني للأحرار، وإن كانت "مشروعة"، تجري بعيدا عن حالة الغموض والضبابية التي تفرض قوانيها على السياق السياسي الحالي حتى وإن نفى عزيز أخنوش أن يكون ذلك داخلا في إطار حملة انتخابية سابقة للأوان. 
 
فالحملات الدعائية، التي أطلقها الحزب، من هنا وهناك وبأشكال مختلفة علنية وغير معلنة تحت عنوان إعادة بناء الهياكل الحزبية، تؤكد في طياتها فرضية حضور الهاجس الانتخابي، والاستعداد للتعامل مع أي مفاجأة سياسية في ظل نظام سياسي يميل إلى جعل قواعد اللعبة السياسية منفلتة عن أي توقعات منطقية. 
 
ومع ذلك، يدرك حزب الاحرار ان اللحظة السياسية بعد غنيمة الانتخابات الجزئية مناسبة للانقضاض على السلطة التنفيذية وقيادة المرحلة السياسية، مستفيداً من التناقضات الحادة التي يعيشها حزب العدالة والتنمية بعد مؤتمره الأخير ومن حالة الارتخاء والتراجع التي يعانيها حزب الأصالة والمعاصرة بالإضافة إلى حالة الموت البطيء الذي يهدد حياة الاحزاب التاريخية (الاستقلال، الاتحاد، التقدم). 
 
ورغم إعلان أخنوش، مرارا وتكرارا، عن تشبثه بالتحالف الحكومي والوفاء بالتزاماته والعمل تحت قيادة العثماني، فإن براغماتيته السياسية والاستعداد لكل السيناريوهات المحتملة، حتى وإن تطلب ذلك تغيير الموقف السياسي، قد لا يبدو غريباً عن رجل أعمال خبير بتحولات السوق والبورصة وقانون العرض والطلب والبحث الدائم عن المكاسب.
 
لذلك ليس هناك حقيقة سياسية أو موقف ثابت يفرض نفسه على الأحرار اتجاه التحالف الحكومي. بل إن تحولات السياق ومفاجآته وترتيباته وكواليسه، هي التي ستفرض فقط على الحمامة أين ستبني عشها وكيف سيكون موقفها السياسي من الأحداث المتعاقبة والسيناريوهات المحتملة.
 
 وإلى ذلك الحين، الحزب في حملة انتخابية ممتدة.