سلفي يرد على أبو حفص: أنت تحب التصدر ولفت الانتباه
من يعرف عبد الوهاب رفيقي جيدا لن يتفاجأ أبدا بخرجاته الإعلامية المثيرة والمشككة في كثير من الثوابت والقطعيات. لأن هذا الشخص لا يهمه إلا لفت الانتباه وحب التصدر.
ولا زلت أذكر عندما ذهبت رفقة مجموعة من الطلبة أول مرة للقائه والتتلمذ على يديه بعد أن وجدنا مجموعة من الإعلانات بأبواب المساجد والكليات تخبر عن افتتاح دار للقرآن بحي النرجس بفاس..
وكان أبو حفص هذا يلقي بها مجموعة من الدروس العلمية في عدة علوم شرعية وهي الفقه وأصوله وعلم مصطلح الحديث والإرث، وكان الأستاذ عبد الله غازيوي يلقي درسا في النحو..
وقد واظبنا على حضور هذه الدروس من بدايتها إلى حين توقفها.. ووجدنا أن هذا الشخص قد أعطي أكبر من حجمه لغاية في نفس يعقوب.
وهو ما يحدث اليوم أيضا في الاتجاه المعاكس.. فالشخص يقدم على أنه كاتب وباحث ومفكر!
ولست أدري عن أي شيء يبحث ولا فيم يفكر ولم أجد له لحد الآن كتبا ولا حتى كتيبات ليطلق عليه اسم كاتب..
المهم دعونا الآن من هذا الأمر ولنرجع قليلا إلى الدروس العلمية التي كان يقدمها فضيلة الشيخ أبو حفص.
ففي الفقه كان يشرح متن الرسالة لابن أبي زيد القيرواني، وفي الأصول كان يشرح متن الورقات لإمام الحرمين الجويني، وفي مصطلح الحديث كان يشرح متن نخبة الفكر للحافظ ابن حجر، وفي الإرث كان يشرح متن الرحبية.
إن هذه العناوين تجعلك عند أول وهلة تعتقد أنك أمام جبل راسخ من جبال العلم الشرعي، وأن الطالب الذي سيحضرها سيضيف لرصيده علما غزيرا..
ولكن هذا الاعتقاد يتبدد مع مرور الوقت.. فقد كان الشيخ يستظهر علينا الشرح الممتع للعثيمين في شرح متن الرسالة، وشرح الفوزان أثناء شرحه لمتن الورقات، ويستظهر كتاب تيسير مصطلح الحديث للطحان عند شرحه لمتن نخبة الفكر..
يذكر ما ورد في هذه الشروح حرفيا دون زيادة ولا نقصان، فيقسم نفس تقسيماتهم ويستشهد بنفس الشواهد والأمثلة التي ذكروها..
ولا زلت أحتفظ بمسودات هذه الدروس، وبعضها عندي مسجل بأشرطة كاسيط..
وكان أبو حفص يحرص حرصا شديدا على ذكر بعض شواذ الفقه وبعض الغرائب التي ذكرها الفقهاء لإثارة الانتباه.
أما دروس الإرث فلم أحضرها إلا مرة واحدة ورأيت كيف اضطرب الشيخ الشاب اضطرابا عجيبا.. وكان يمنعنا الحياء من مناقشة الشيخ أو الاعتراض عليه..
أما دروس الوعظ في المناسبات فهي معروفة.. تبدأ بحديث أم زرع وقصة الغلام وحديث السفينة وقصة إبراهيم وابنه إسماعيل وهكذا..
اجترار وتكرار للكلام مع تمطيط وعجرفة.. ويا ويح من تسول له نفسه مراجعة الشيخ فيما يقول أو مناداته باسمه دون لقب الشيخ..
والآن بعد مرور قرابة عقدين من الزمن على هذه المهزلة لا زال هذا الشخص يمارس نفس المهنة، فيبحث عن الأشياء الغريبة التي تلفت الانتباه إليه وتبقيه دائما في صدارة الأحداث..
ويا ليته يأتي بشيء جديد من بنات أفكاره، بل يجتر ما سبقه إليه غيره كما كان يجتر قديما شروح غيره للمتون العلمية..