الخبر من زاوية أخرى

لقطة توقيع ميثاق الأغلبية .. الصورة “مفبركة”

Avatarحميد الدكالي


بينما يزرع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ابتسامة "مفتوحة" في وجه عدسات التصوير وهو يتوسط أغلبيته في مناسبة توقيع "الميثاق"، لا يبدو أن نفس السرور يتقاسمه إدريس لشكر، ونبيل بنعبدالله، وهما يشيحان بوجهيهما عن بعضهما البعض.

 ولعل نبيل وادريس يتذكران معارك الحزبين في "ميثاق الكتلة الديمقراطية" وما تلا ذلك من حروب معلنة وغير معلنة.

الصورة، معبرة، مختصرة، تفي بالغرض، حتى أن نظرة أخنوش، زعيم التجمع، المصوبة  بحنوّ نحو ابن قبيلته لشكر، تقول له ما مفاده "تا اضحك أصاحبي، وفك علينا ديك الغوباشة".

ساجد، طبعا أكبر السعداء، فمن كان يتصور، حتى في الأحلام، أن يعود الحصان إلى "مرابض" الحكومة، بعد رحلة تيه طويلة في المعارضة.

وحده السيد العنصر، الوزير  الدائم لدى الحركة، موقن من مكانه في أغلبية حالية أو مقبلة.

العنصر يقول في هذه الصورة بلا مواربة بأناقته وشيب شعر رأسه القليل: "معاكم معاكم والزمن طويل، ويدي في المرقة".

وكما طار أخنوش بحمامه من البيت الحكومي، بعد خرجة بنكيران، فإنه اليوم، الأقدر على منح ميثاق الأغلبية حق الحياة، لو أراد، مهما تجددت طلقات زعيم العدالة في مقبل الأيام.

وفعلا فقد كان البيت على وشك السقوط على رأس سعد، لو كانت نية السيد أخنوش وضع العربة أمام الحصان. لكن رأفة بسعد، فقد جرى غض البصر عن المعايب إلى حين.

لذلك يبدو السي أخنوش في هذه الصورة هو الواثق الوحيد، الذي يعلم ما لا يعلم رئيسه في الحكومة، بلا حاجة إلى تنجيم ولا منجمين.

 فلم تعد البخور تفيد أمام الأرقام ولا شوافات بنكيران، الذي ادعى أنه يعرف نخبا لها "انخراطات" في "أندية" الرجم بالغيب وتشوافت.

هل ستنجح الصورة في تبديد القلق؟ لا أعتقد ذلك.

 وهل تقضي على "أحقاد صغيرة" نمت بين الشيوعي نبيل والليبرالي أخنوش؟ مستحيل.

فإذا كان تعريض بنكيران مقبولا إلى حد، لاعتبارات ماضي الصداقة والعطف "المالي" لأخنوش في فترات سابقة على البيجيدي، فقد كان بنيكران يرسل مرسوله عند رجل المال والأعمال، ويكون الأمر قد صدر بمساعدة أو دعم أو سمها ما شئت.

 وهذه عقيدة راسخة عند زعيم العدالة والتنمية. فأصحاب الفلوس يجب أن يدعموا الحزب الأصلح، وهذا الحزب هو البيجيدي.

أما أن ينسى أخنوش هجوم الشيوعي، وبحد  فاق الترمومتر المسموح به، فهذا محال.

لا يجب إهمال التلويح بالحرب على محطات وقود أخنوش، و"تنقيب" العاملين فيها لأغراض أخرى. إنها كلها أمور تحت المجهر..

لذلك أعتقد أن الصورة مفبركة، حتى وإن كانت ميثاق أمس.