لتسديد ديون جريدته.. الطاوجني يستنجد بياسين المنصوري
استنجد الفاعل الجمعوي محمد رضا الطاوجني، الذي شغل في وقت سابق، مدير نشر جريدة جهوية تحمل اسم "الصحراء الأسبوعية" بياسين المنصوري المدير العام للمديرية العامة للدراسات والمستندات المعروفة اختصارا بـ"لادجيد".
وقال محمد رضا الطاوجني لياسين المنصوري في رسالة مفتوحة نشرها على صفحته بالفايسبوك إنه لازال يشكو من "الديون" التي تراكمت عليه عقب "توقف" هذه الجريدة التي أصدرها بهدف الدفاع عن القضية الوطنية.
موقع "آذار" ينشر هنا النص الكامل للرسالة:
سيدي،
بعد الاحترام الواجب لشخصكم ومنصبك السامي، أتوجه إليكم بهذه الرسالة المفتوحة بعد فشل جميع محاولات إيجاد حل للمشكل الذي خلقه لي موظفو جهازكم.
كما تعلمون السيد المدير العام، طلب مني معاونوك الأقربون، بعد موافقتك، إطلاق صحيفة أسبوعية متخصصة في قضية الصحراء والتدبير المحلي لشؤون أقاليمنا الجنوبية.
وبما أنني مناضل من أجل القضية الوطنية منذ سنوات طويلة، قبلت ذلك المقترح شريطة ألا أتلقى أي تعويض لكي أحتفظ بحريتي وأبقى بعيدا عن الارتزاق.
بعد نحو سنتين من الصدور وبدون تقديم أي مبررات، قررتم وقف هذه التجربة الإعلامية الرائعة والغنية تاركين ديونا ثقيلة على ذمتي.
أود أن أذكركم بأن معاونيكم الأقربين، الذين كانوا على اتصال مع إدارتكم، كانت لديهم جميع التفاصيل عن حسابات الصحيفة وبيانات الحسابات البنكية ولم أكن ألتزم بأي نفقات قبل أخذ موافقتهم المسبقة. كما أنني قدمت إليكم، بعيدا عن الشق النضالي والصحافي، خدمات من خلال التدخل في عدة ملفات، إضافة إلى تدبير قضايا حساسة قدمت فيها مصلحة بلادي على سلامتي وسلامة أسرتي الصغيرة.
أريد أيضا أن أذكركم، السيد المدير العام بأن إدارتكم سببت لي الكثير من الأذى بسبب عدم مهنية بعض موظفيكم، ومن حسن الحظ لست حاقدا، خصوصا على بلدي الذي أخدمه كثيرا.
سيدي،
لقد قالت إدارتكم لبعض الشخصيات، التي تدخلت لإيجاد حل لهذه القضية المؤسفة، إن جميع ديون الصحيفة سددت (!). وهو خطأ مهني جسيم، خصوصا من جهاز استعلامات مهم في بلادي، ألا وهو "لادجيد"، التي ليست إدارة عادية.
لديكم الحسابات، لديكم جميع المعلومات عني وعن أسرتي، وتعلمون أن الديون تخص الصحيفة وقضايا أخرى (ذات صلة بالمصلحة الوطني) طلبتم مني التدخل فيها.
سيدي
لست مرتزقا ولا "مومسا" (أعتذر عن اللفظ) يؤدى لها بالقطعة أو ترمى كمنشفة، وأعتقد أنكم تجهلون الكثير عن وطنية شخصي المتواضع، تلك الوطنية التي استغلها موظفوك ليوقعوا بي.
هل تعلمون أنه بما أنني كنت بمثابة أخ للراحل مولاي أحمد العلوي، فقد استنجد سياسيون كثيرون ومسؤولون مدنيون وعسكريون دون أن أقبض منهم فلسا واحدا أو أطلب منهم أعطيات أو أنصب أو أختلس أو أهرب المخدرات، ولا سيما رفضي التحالف مع الراحل البصري وفريقه رغم الإغراء بتعويضات مذهلة.
هل تعلمون، أني كنت طيلة سنوات صديقا حميما للجنرال لعنيكري، الرجل القوي في بداية عهد ملكنا، وكانت جميع الأبواب مفتوحة أمامي للاغتناء، بل ولتولي مناصب مسؤولية، لكنني ظللت إنسانا نزيها في خدمة أمتي، وعندما لاحظت أن "صديقي الجنرال" أخل بمهامه لم أتردد في فضحه لدى المعنيين.
هل تعلمون أن كاتب الدولة في الداخلية سابقا، الشرقي اضريس، بمثابة أخ لي، مع ذلك لم أطلب منه أبدا أي أعطيات قلت أو كثرت، واللائحة تطول بأسماء شخصيات كان يمكن أن أستغلها للاغتناء.
سيدي،
بنشر هذه الرسالة، أتهم إدارتكم بارتكاب خطأ مهني، وبإعلان الطلاق اليوم، وسأعمل وحيدا على الوفاء بديوني وسأصحح أخطاء بعض موظفي لادجيد مع التوسل إليك علنا بدل المرور عبر مسارات غامضة. وإذا اعتقدت أن ما أقوم به تشهير، فارفع شكاية لدى المحكمة، وسأدافع عن نفسي برأس عال وفخر بخدمة بلادي.
لن أهرب من مغربي بعد التهديدات التي تلقيتها، لست خائفا من إدارتكم ولي ثقة كبيرة في ملكنا صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ملحوظة: لن تمس هذه القضية قناعتي ووطنيتي الراسخة، ولو رجع بي الزمن إلى الوراء، سأخدم أمتي بدون أي تردد.
تفضلوا، السيد المدير العام، بقبول أسمى عبارات التقدير.