; قضية محامي الريف البوشتاوي.. تفاصيل ما دار بينه وبين وكيل الملك – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

قضية محامي الريف البوشتاوي.. تفاصيل ما دار بينه وبين وكيل الملك

آذارآذار


مازالت قضية محامي الريف عبد الصادق البوشتاوي، الذي أدين بـ20 شهرا حبسا نافذا، على خلفية الحراك الذي عرفته هذه المنطقة، مرشحة لتثير العديد من ردود الفعل.

موقع "آذار" حصل على تفاصيل الاستماع إلى المحامي البوشتاوي من طرف وكيل الملك بالحسيمة في جلسة حضرها كل من نقيب هيئة المحامين بتطوان نور الدين الموساوي ونقيب هيئة المحامين بالناظور علال أشرقي بناء على شكايتين، الأولى تقدم بها عامل إقليم الحسمية والثانية تقدمت بها زوجة المواطن الريفي عبد الحفيظ الحداد الذي توفي في غشت المنصرم.

وكان لافتا للانتباه أن المحامي البوشتاوي طلب في جلسة الاستماع إليه بأن يدلي بكلمة قبل أن يوجه إليه أي سؤال من طرف وكيل الملك بالحسيمة.

وقال البوشتاوي في هذه الكلمة بالحرف: "قبل الدخول في أي سؤال، أود أن أوضح للنيابة العامة إلى أنني أمارس مهنة المحاماة منذ سنة 2003، وأنني أمارس مهامي في إطار القانون، ومتشبث بوطنيتي ومتشبث بملكي كرمز للاستقرار والوحدة، وأناهض أي توجه يدعو إلى الانفصال".

وننشر هنا التفاصيل الكاملة لما دار بين وكيل الملك والمحامي البوشتاوي:

-سؤال وكيل الملك: لقد سبق بك لك أن نشرت تدوينة على صفحتك الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي بخصوص الهالك عبد الحفيظ الحداد، وأفدت من خلالها أن المعني بالأمر الذي كان في حالة غيبوبة تامة بقسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة نتيجة للاختناق بسبب استنشاقه للغازات المسيلة للدموع وأن حالته الصحية تدهورت في اليوم الموالي. وبعد وفاته حسب إفادة زوجة الهالك، أكدت نفس المعطيات.

هل لا زلت تؤكد هذه المعطيات المتعلقة بإصابة عبد الحفيظ الحداد؟ وكيف حصلت على صورة الهالك وهو يرقد بالمستشفى، والتي قمت بنشرها بصفحتك الخاصة بالفايسبوك؟ وما هي علاقتك بعائلة عبد الحفيظ الحداد؟

-جواب المحامي البوشتاوي: بالنسبة إلى علاقتي بعائلة الحداد كنت أنوب عن زوجته كمحام، وأقدم لها بعض الاستشارات القانونية، وأن أحد الأشخاص الذي أجهل هويته هو الذي أرسل إلي رسالة نصية عبر الواتساب يوم الاثنين 2017/08/14 على الساعة 21:33، والتي ضمنها اسم زوجة الهالك ورقم هاتفها.

 وطلب مني هذا الشخص الاتصال بزوجة الحداد بعد أن أفادني بأنه اتصل بها بدوره، وأنها تبحث عن من يقدم لها المشورة القانونية، وأرسل إلي عبر نفس الرسالة صورة الهالك عبد الحفيظ الحداد الذي كان في حالة استشفاء بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة.

وبالفعل اتصلت هاتفيا بزوجة الحداد وأخبرتني بالتفصيل بوقائع الحادث الذي تعرض إليه زوجها الهالك أثناء استنشاقه للغازات المسيلة للدموع التي كانت تقذف بها عناصر القوة العمومية اتجاه المتظاهرين.

زوجة الحداد أكدت لي أيضا أن زوجها عبد الحفيظ كان بالمقهى حين استنشاقه للغازات المسيلة للدموع بالقرب من الملعب. وهي نفس المعلومات التي قمت بنشرها بالصفحة الخاصة بي بالفايسبوك نقلا عن زوجة الهالك وبموافقتها.

وبعد النشر جرى الاتصال بيني وبين زوجة الحداد، وشكرتني على المجهودات التي قمت بها، حيث أصبحت قضية زوجها تحظى بالاهتمام من طرف السلطات ومن طرف المواطنين الذين أصبحوا يتوافدون على منزلها للاطمئنان على الحالة الصحية لزوجها.

 وليلة نقل الهالك إلى المستشفى الجامعي بمدينة وجدة، اتصلت بي زوجته هاتفيا عدة مرات بالليل لإخباري بالموضوع، إلا أنني لم أنتبه إلا بعد حين. وفعلا اتصلت بها واستشارتني في موضوع نقل زوجها إلى المستشفى الجامعي بوجدة، وأخبرتها بأن الأمر جيد وشجعتها على ذلك.

-سؤال : هل اطلعت على بلاغ السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة حول موضوع إصابة عبد الحفيظ الحداد؟

-جواب : لم أطلع على هذا البلاغ إلا بعد حين من خلال بعض المواقع الالكترونية.

-سؤال : هل سبق لك أن أدليت بتصريح صحفي لموقع "اليوم 24" مفاده أن زوجة الهالك عبد الحفيط الحداد تتعرض لضغط رهيب من السلطات؟

-جواب : بعد اتصالي هاتفيا بزوجة الهالك بتاريخ وفاته صباحا بتاريخ 2017/08/18، أجابتني سيدة أخرى كانت برفقتها وأهانتني بعبارات قدحية تفيد ما معناه الركوب على قصايا الحراك.

 أذكر أني  قدمت لها التعازي في وفاة الهالك وأخبرتها أن الأمر انتهى، وقمت بإغلاق الهاتف، وأنه من خلال هذا الرد تبين لي ربما زوجة الهالك تعرضت إلى ضغوط من طرف السلطات.

-سؤال : متى كلفتكم زوجة الهالك السيدة ربيعة أوشن بالدفاع عنها وأين تم التخابر مع موكلتك؟

-جواب : لقد كان التخابر مع موكلتي عبر الهاتف في إطار تقديم استشارات ولم تتم مباشرة إجراءات مسطرية بخصوص قضيتها.

-سؤال : السيدة ربيعة أوشن زوجة الهالك عبد الحفيظ الحداد صرحت أثناء الاستماع إليها من طرف الضابطة القضائية أنها لم يسبق لها أن وكلتك للدفاع عنها، وأنك أنت من كنت تتصل بها عبر الهاتف؟

-جواب : إنني أوكد تصريحاتي السابقة باعتبار أنها هي التي كانت تتصل بي مرارا.

-سؤال : السيدة ربيعة أوشن زوجة الهالك عبد الحفيظ الحداد أفادت حين الاستماع إليها من طرف الضابطة القضائية أنك اتصلت بها ثلاث مرات بتاريخ  2017/08/14 و2017/08/16 و2017/08/18، وأنك في المكالمة الأولى سألتها عن الحالة الصحية لزوجها فأخبرتك بأنه يعاني من الربو الحاد، وأنه تعرض لضيق حاد في التنفس فخاطبتها عبر الهاتف بالعبارة التالية: "لغاز أثر عليه شويا؟".

-جواب : إن ما تدعيه زوجة الهالك عبد الحفيظ الحداد لا أساس له من الصحة، ولم يسبق لي أن صرحت لها بذلك، وأنها هي التي أخبرتني كما أفدت بذلك بمصدر إصابة زوجها بالعبارة الآتية باللهجة الريفية ما معناه: "شم الدخان عندما كان جالسا في المقهى".

-سؤال : بخصوص المكالمة الهاتفية ليوم: 2017/08/16 وهو اليوم الذي يصادف نقل الهالك الحداد إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة وجدة، هل اتصلت بزوجة الهالك هاتفيا؟ وهل فعلا صرحت لها بالعبارة الآتية: "واحد اداوه للرباط وجابوه ميت، وهذا غيديوه لوجدة وغيرجعوه ميت، غيبقاو كيقتلو فينا واحد واحد"؟

-جواب : إنني أنتمي إلى منطقة الريف وإنني أتفاعل مع الأحداث كإنسان له مشاعر اتجاه المنطقة، وإنه ربما صدر عني هذا الكلام كرد فعل عاطفي، ولا أقصد به أي شخص.

-سؤال : زوجة الهالك أفادت بعد الاستماع إليها من طرف الضابطة القضائية أنك اتصلت بها هاتفيا للمرة الثالثة بتاريخ 2017/08/18 الذي يصادف تاريخ وفاة زوجها، وبعد أن قدمت لها التعزية استفسرتها إن كانت الوفاة راجعة إلى الغازات المسيلة للدموع، ما هو جوابك؟

-جواب : إنني أنفي هذا الكلام المذكور باعتبار أنني صبيحة وفاة الهالك عبد الحفيظ الحداد، وبعد أن علمت ذلك عن طريق الصحافة، اتصلت بها لتقديم واجب العزاء والتأكد من الخبر، لكن أجابتني سيدة أخرى لا أعرفها وخاطبتني بعبارات قادحة وانقطع الاتصال، ولم أتلفظ بأية كلمة كرد فعل.

-سؤال : أفادت صديقة زوجة الهالك عبدالحفيط الحداد، التي كانت برفقة زوجة الهالك أثناء وفاة زوجها أنك اتصلت هاتفيا بزوجة الحداد وسألتها إن كان سبب الوفاة يرجع إلى استنشاق الهالك للغازات المسيلة للدموع وأضافت هي بدورها أنه تم طرح نفس السؤال عليها، وأن المحامي عبد الصادق البوشتاوي سألها إن تم التأكد من وضع جثة الهالك عبد الحفيظ الحداد بالتابوت؟ 

-جواب : إنني لا أعرف السيدة المذكورة (أي صديقة زوجة الهالك) ولم يسبق لي أن سألتها حول موضوع وفاة الهالك عبد الحفيظ الحداد وأنها هي التي بادرت إلى إهانتي عبر الهاتف وانقطع الاتصال كما أسلفت.

-سؤال : هل تعرف المدعو حسام الدين الحداد وهو ابن أخ الهالك عبد الحفيظ الحداد؟

-جواب : لا أعرف هذا الشخص وسبق أن اتصل بي أخ الهالك ربما حسب تصريح الزوجة وأكد تصريحات هذه الأخيرة.

-سؤال : هل تعرف المدعو عبد الكريم الولقاضي"

-جواب : تعرفت على المدعو عبد الكريم الولقاضي الذي بادر إلى الاتصال بي هاتفيا يوم 2017/08/08 على إثر نشر تدوينة لي بحسابي الخاص بفايسبوك بتاريخ 2017/08/08 مفادها في "اتجاه إمزورن".

 وطلب مني الولقاضي اللقاء به في إمزورن من أجل التعرف عليه وليقدم لي بعض الأشخاص. وإنني بعد أن جلست رفقة مجموعة من الأشخاص من ضمنهم المدعو الحاج الذي لا أعرف هويته الكاملة، طلب مني التوسط في كراء شقة بالحسيمة نظرا لارتباطي بالتزامات مهنية بمدينة الحسيمة تتعلق بملف المدعو عماد العتابي.

وأنه اتصل بي هاتفيا بعد ذلك وطلب مني مساعدة امرأة بمدينة وجدة تحتاج إلى إجراء عملية جراحية وفحوصات طبية وأنهم قاموا بمجمع مبلغ مالي ولم يتبق إلا مبلغ 1400 درهم.

 ونزولا عند رغبته ورغبة مني في مساعدة السيدة المريضة فقد أرسلت مبلغ 1400 عبر مؤسسة وفاكاش يوم 2017/08/11 إلى المسمى عبد الكريم الولقاضي لدواعي إنسانية.

-سؤال : هل سبق لك أن طالبت بناء على إفادة من المدعو عبد الكريم الولقاضي أثناء الاستماع إليه من طرف الضابطة القضاية المدعو الحاج محمد بجمع تبرعات لربيعة أوشن زوجة الهالك الحداد قصد الذهاب إلى السيد الوكيل العام للملك لدى استئنافية الحسيمة والتصريح بأن زوجها توفي نتيجة للغازات المسيلة للدموع؟

-جواب : لم يسبق لي أن طالبت من المدعو عبد الكريم الولقاضي ذلك. وأنه نظرا لكون زوجة الهالك عبد الحفيظ الحداد أخبرتني عبر الهاتف أنها لا تملك مصاريف من أجل التنقل إلى مستشفى محمد السادس بمدينة وجدة حيث ثم نقل زوجها يوم 2017/08/16، وأنه بدافع انساني طلبت من المدعو عبد الكريم الولقاضي أن يتوجه إلى المدعو الحاج وأن يسلمه قسطا من المال وتسليمه إلى الزوجة من أجل التنقل لمدينة وجدة.

-سؤال : أفاد المدعو عبد الكريم الولقاضي حين الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية أن المدعو الحاج محمد سلمك مبلغا ماليا قدره 5000 درهما نقدا مكونة من 25 ورقة مالية من فئة 200 درهم، وخاطبك بالعبارة الآتية: "شد بسم الله كتدافع على الحراك وكتدافع عليهم، هاك هاد البركة غادي نعاونك ونزيدك عاد"؟

-جواب : لم يسبق لي أن تسلمت أي مبلغ مالي من المدعو الحاج من مدينة امزورن، وأن ما يدعيه المسمى عبد الكريم الولقاضي لا أساس له من الصحة خاصة أن هذا الأخير سبق أن اتصل بي هاتفيا في السجن وأخبرني أن الشرطة القضائية خاطبته بالعبارة الآتية: "إلى بغيتي تخرج اجبد البوشتاوي حنا عندنا الغرض فدين مو".

-سؤال : جاء في شكاية السيد عامل إقليم الحسيمة أنك تحرض على ارتكاب جرائم متمثلة في تحريض المواطنين على التجمهر غير المرخص مستغلا بذلك مواقع التواصل الاجتماعي وما يحققه ذلك من انتشار واسع والتحريض على العصيان والتبليغ عن جرائم تعلم بعدم حدوثها.

كما أدلت الضابطة القضائية بمجموعة من التقارير الإخبارية مرفوقة بمجموعة من التدوينات المنشورة بحسابك الشخصي بالفايسبوك والتي يستفاد منها، حسب ما جاء في البحث المنجز من طرف الضابطة القضائية، بقيامك على التحريض على التظاهر والتجمهر بالطرقات العمومية ومن شأن هذه التدوينات أن تمس بالأمن العام بهذه المدينة. ومن ضمن هذه التدوينات المرفقة: "في حالة حدوث أي مكروه لمعتقلي الحراك الشعبي الذين دخلوا في إضراب عن الضعام سنعلنها ثورة شعبية". ما هو جوابك؟

-جواب : إن الهدف من تدوينتي لم يكن بدافع التحريض أو الدعوة إلى ثورة كما ورد في هذه التدوينة المذكورة. وأن الهدف كان هو إثارة انتباه المسؤولين إلى خطورة الوضع الصحي للمضربين عن الطعام وما قد يترتب عن ذلك، علما بأنني حريص على مصلحة الوطن واستقراره.

 وما يؤكد ذلك ما نشرته في تدوينتي بعد وفاة الهالك عماد العتابي بتاريخ 2017/08/08 والتي طالبت فيها بالصبر وضبط النفس، وأن عماد العتابي "في ذمة الله نحسبه شهيدا إن شاء الله وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان".

كما أنني لا أقصد من تدويناتي إهانة عناصر القوة العمومية وأن ما أنشره هو انتقاد لعملها عند حدوث تجاوزات للقانون وأحيانا نقل الواقع فقط.

-سؤال : هل سبق لك أن شاركت في مسيرة 20 يوليوز بالحسيمة؟

-جواب : لم يسبق لي أن شاركت في أية تظاهرة أو مسيرة، وأن حضوري كان بصفتي كمراقب حقوقي وتفاجآت بالأحداث الواقعة والاستعمال المفرط للقنابل المسيلة للدموع في مسيرة 20 يوليوز، ولم أحرض أي أحد أو أية جهة على القيام بأفعال منافية للقانون.

-سؤال : بالنسبة إلى تدوينتك التالية: "أنباء عن دخول القوات المسلحة بعتادها الحربي الثقيل إلى إقليم الحسيمة، إذا كان ذلك صحيحا ترى ما الغاية من ذلك". ما الغاية من هذه التدوينة ثم ألا ترى أن من شأنها أن تخلق نوعا من البلبلة والاحتقان بالمدينة؟ 

-جواب : لقد اطلعت على أشرطة بمواقع التواصل الاجتماعي حول دخول القوات المسلحة الملكية لمدينة الحسيمة، وتساءلت بصفة عادية عن سبب ذلك وتبين فيما بعد أن الأمر عادي.

-سؤال : بالنسبة إلى التدوينة التي جاءت فيها عبارة "اختطاف المواطنين"، ماذا تقصد؟

-جواب : إن المقصود في التدوينة المذكورة أنه يتم أحيانا خرق مسطرة إلقاء القبض على المتهمين. وهذا ما جاء على لسان مجموعة من الموكلين الذين أفادوا بمحاضر التحقيق والجلسات أنه تم اختطافهم.

-سؤال : لماذا تصف القوات العمومية ب"القوات القمعية"؟

-جواب : إن مهمة القوات العمومية هي الحفاظ على الأمن العام والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وأنني أحترمها في هذا الإطار وأصفها بالوصف المذكور عند تجاوزها للقانون.

وإنني أؤكد تصريحاتي بكوني أهدف دائما إلى الحفاظ على استقرار الوطن والدفاع عن مقومات دولة الحق والقانون في إطار الاحترام المتبادل التام للدستور والمؤسسات.