الخبر من زاوية أخرى

هل هناك نساء في البرلمان المغربي؟

مصطفى عنترةمصطفى عنترة


يبدو أن هذا السؤال تم تحويره، لكنه ليس كذلك.

طبعا، ثمة برلمانيات، لكنني لم أر ولم أسمع نساء شهيرات ممثلات للجنس الذي ينتمين إليه بيولوجيا، أي يدافعن بدون تحفظ عن حقوق النساء المستهان بها.

لقد دخلت النساء البرلمانيات في صفوف البرلمانيين أو ربما لم يتركن أبدا تلك الصفوف.

 يتحدثن مثل نظرائهن من الجنس الآخر، مدافعات عن حقوق "المواطنين" مستعرضات أرقاما وحججا.

 لكنهن لا يدافعن عن النساء، لا يبدو أنهن هناك من أجل هذا. لقد نسينه رغم أنه أولويتهن.

إنهن مثلما تريدهن أحزابهن: يرتدين لباسا عصريا كما ينبغي أو محجبات كما تقتضي تمثلاتهن عن العالم أو أقل ممن يوجهونهن.

أما نحن فنريد برلمانيات يسمعن صوت النساء. نعم أيتها السيدات، أنتن في البرلمان من أجل هذا.

 أنتن نساء قبل كل شيء. حاولن حجز غرفة في المدينة حيث تقمن، لن تستطعن إلا إذا استنجدتن بمنصبكن، ليس كنساء، بل كبرلمانيات، واتصلن بالعامل.

إذا صعدتن إلى وسائل النقل العام ستهاجمن وتتعرضن للتحرش، ولن يتم لمسكن فقط، بل ستعنفن أيضا.

الفتاة التي اغتصبت في حافلة امرأة لا تنتمي إلى جنس آخر، فقيرة لكنها امرأة قبل أي شيء.

يا نساء البرلمان، لم تتحولن إلى السياسة منسلخات من الانتماء لأي جنس. لقد نسيتن بنات جنسكن ومشاكلهن التي هي مشاكلكن أيضا.

تناولن فنجان قهوة مع صديق من خارج البرلمان.

 دخن سيجارة في الخارج.

 قمن بأشياء مما تقوم به النساء يوميا.

ستعدن من بعيد وتكتشفن أنكن لستن في الغرفة حيث تشغتلن نساءً، بل مجرد برلمانيات.

 

 (كاتب وباحث مغربي)