الاشتراكي الموحد.. “ولاية ثانية” لنبيلة وتيار مجاهد عائق أمام ولادة جديدة
ينتظر أن يعقد الحزب الاشتراكي الموحد مؤتمره الرابع نهاية هذا الأسبوع الجاري وسط توقعات ترشح بقوة عودة نبيلة منيب لتقود هذا الحزب لولاية ثانية.
وتحظى حاليا نبيلة منيب بدعم قوي من طرف مكونات هذا التكتل الحزبي ورموزه الوازنين باستثناء تيار الأمين العام السابق للحزب محمد مجاهد.
والمقصود هنا تيار المستقلين الديمقراطيين الذي كان ينتمي إليه إلياس العماري والعديد من الوجوه اليسارية التي تعزز حاليا صفوف "الأصالة والمعاصرة".
وكشف مطلع لموقع "آذار" أن تيار مجاهد شكل دائما عائقا حقيقيا أمام أي انطلاقة سياسية أو ولادة جديدة لهذا الحزب الذي سرق الأضواء واحتل واجهة الأحداث منذ مجيء نبيلة منيب إلى أمانته العامة.
أكثر من هذا، فقد ذكر مصدرنا كيف أن مجاهد ومن معه خلقوا متاعب حقيقية لنبيلة منيب خاصة في بداية ولايتها، ذلك أنهم ظلوا دائما يتحركون ككيان مستقل خوفا على أنفسهم من الانقراض ومن الذوبان داخل هذا الحزب الذي لا زال يشعرهم بالغربة
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن تيار مجاهد لا يهمه أن ينفتح الحزب ببعد براغماتي على الناس وعلى المجتمع وعلى باقي التنظيمات المخالفة له.
فما يهم هذا التيار هو أن يظل وفيا لأفكاره حتى لو ظل الحزب بلا جماهير وبلا نخب وبلا قاعدة اجتماعية داعمة لتوجهه وبرامجه السياسية.
ولأن الأمر كذلك، فقد كان مجاهد ومن معه ضد انفتاح الحزب على رجال أعمال من قبيل كريم التازي أو غيره، بل كانوا أيضا ضد التقارب أو الحوار مع الإسلاميين أو المشاركة معهم في أنشطة أو ندوات سياسية أو غير سياسية.
لكن مقابل هذه الرؤية المنغلقة للعمل السياسي والحزبي، التي يدعو إليها تيار مجاهد، رسمت نبيلة منيب صورة مشرقة للحزب الاشتراكي الموحد ليس فقط لأنها امرأة جميلة، بل لأن السيدة بصمت فعلا على أداء سياسي جيد.
بل إنها استطاعت أن تلفت إليها الأنظار بجرأتها وقدراتها التواصلية ودافعت باستماتة وبروح نضالية عالية عن مواقف الحزب في قضايا جد حساسة.
وأشار مصدرنا في هذا المنحى كيف أن منيب دافعت عن الملكية البرلمانية وعن موقف الحزب من الاستفتاء الدستور وعن الدعوة إلى مقاطعة انتخابات 2011.
وليس هذا فحسب، فقد دافعت منيب بقوة أيضا عن حركة 20 فبراير في مرحلة سياسية صعبة، بل إنها وضعت مقر الحزب بالدار البيضاء رهن إشارة هذه الحركة ليلا ونهارا من أجل "إسقاط الفساد والاستبداد" والتظاهر ليس ضد الحكومة ولكن ضد الحكم.
لكن كل هذا لم يمنع نبيلة منيب من أن تترأس الوفد المغربي إلى استكهولم للدفاع عن مغربية الصحراء وبالطبع ليس بدافع مخزني، بل بدافع مبدئي ينتصر أولا للوطن ولقضاياه العادلة.