نقاش هادئ حول حافلات النساء “الوردية” لعمودية الرباط
هناك ضجة مفتعلة، وغير واقعية، في وسائل التواصل الاجتماعي، حول إقدام بلدية الرباط، أو "عموديتها" على تخصيص حافلات نقل عمومي خاصة بالنساء، تكون معلومة اللون، وردية، وذلك للحد من ظاهرة التحرش المستفحلة في الشارع المغربي.
وإذا صح الأمر، فإن ذلك، وبخلاف ما يذهب له كثيرون، قد يكون خطوة محمودة ولا علاقة لها، إطلاقا، بهيمنة تيار سياسي/ديني،(العدالة والتنمية) ومحاولة تمدده إلى "النقل العمومي"، بعد أن حصد بلديات المدن في الانتخابات الجماعية الماضية.
والذين جربوا التنقل عبر وسائل النقل من طاكسي أبيض(البقرة المجنونة) أو في (الطوبيس) لسنوات، يدركون معنى أن يكونوا "متسامحين" مع حافلات نقل عمومي، أنيقة وخاصة بالنساء ولا أثر فيها "لزفرة" الزافرين، واحتكاك المحتكين والتحرش الصريح أو الضمني، والذي يتحول في كثير من الأحيان إلى اعتداء وحشي أو انتهاك مفرط للكرامة الإنسانية للنساء.
…..
طبعا، نحن مع مجتمع متعدد وحر ولا مكان فيه للتمييز بين الرجال والنساء، لكن الخوف من تقسيم المجتمع، لا يجب أن يحجب الحقيقة المرة، التي يوجد عليها الشارع في المغرب.. هناك اليوم حاجة إلى ابتكار الحلول، وإلى مناقشة أهمية وصوابية تلك الحلول، مهما كانت تبدو "رجعية"، ومدى قابيلة أن تشكل علاجا لظاهرة حادة ومزمنة تعاني منها مدن المغرب الكبرى على وجه الخصوص.
…..
طبعا، نحن مع مجتمع متعدد وحر ولا مكان فيه للتمييز بين الرجال والنساء، لكن الخوف من تقسيم المجتمع، لا يجب أن يحجب الحقيقة المرة، التي يوجد عليها الشارع في المغرب.. هناك اليوم حاجة إلى ابتكار الحلول، وإلى مناقشة أهمية وصوابية تلك الحلول، مهما كانت تبدو "رجعية"، ومدى قابيلة أن تشكل علاجا لظاهرة حادة ومزمنة تعاني منها مدن المغرب الكبرى على وجه الخصوص.
فتخصيص حافلة أو حافلتين "غوز" لا يجب أن يحجب علينا، ما يوجد عليه قطاع النقل الذي يمس طبقة عريضة من النساء ومن الرجال أيضا، في المغرب العميق، أو ربما بمحاداة الدار البيضاء أو في بادية زعير الملاصقة للرباط، حيث لا توجد طرق أصلا طرق كي تسير عليها الحافلات أو عربات الجر.
……..
النقاش أمر مطلوب، والمخاطرة بإشراك الشارع في هذا النقاش، مقامرة غير مضمونة النتائج، لا من قبل من يريد أن يسوّق فكرة "رومانطيقية" في واقع صعب جدا ويحتاج إلى معالجات لمشكلاته، وليس دعايات فارغة.. ولا بالنسبة لمن يتربص، لكيل التهم لمن "يحسب وحده"… فالأكيد أن من يعد وحده، ستخرج له أرقام غير متوقعة، من حيث لا يحستب.
……..
النقاش أمر مطلوب، والمخاطرة بإشراك الشارع في هذا النقاش، مقامرة غير مضمونة النتائج، لا من قبل من يريد أن يسوّق فكرة "رومانطيقية" في واقع صعب جدا ويحتاج إلى معالجات لمشكلاته، وليس دعايات فارغة.. ولا بالنسبة لمن يتربص، لكيل التهم لمن "يحسب وحده"… فالأكيد أن من يعد وحده، ستخرج له أرقام غير متوقعة، من حيث لا يحستب.
……
وهاكم هذا المشهد: يتوقف التاكسي الأبيض (البقرة المجنونة) ويصعد بولكتاف، يلكز السيدة التي تجلس جانبه بثقله، ويمد ذراعه الاسطورية خلف أعناق الركاب.. هو يتصور أنه يفعل خيرا.. يريد أن يوسّع من المساحة في المقاعد الخلفية حيث يتكدس أربعة ركاب.. لكنه لا يعلم أنه من حيث لا يدري قد "عوّرها".. فإبطه المفتوحة بوجه السيدة التي يلتصق لحمها بلحمه تنفث رائحة زنخة، تميت كلبا مسعورا، بينما يكون على السيدة، ان تتحمل "شرف الاختلاط وعدم تقسيم المجتمع" في انتظار مكان الوصول.
وهاكم هذا المشهد: يتوقف التاكسي الأبيض (البقرة المجنونة) ويصعد بولكتاف، يلكز السيدة التي تجلس جانبه بثقله، ويمد ذراعه الاسطورية خلف أعناق الركاب.. هو يتصور أنه يفعل خيرا.. يريد أن يوسّع من المساحة في المقاعد الخلفية حيث يتكدس أربعة ركاب.. لكنه لا يعلم أنه من حيث لا يدري قد "عوّرها".. فإبطه المفتوحة بوجه السيدة التي يلتصق لحمها بلحمه تنفث رائحة زنخة، تميت كلبا مسعورا، بينما يكون على السيدة، ان تتحمل "شرف الاختلاط وعدم تقسيم المجتمع" في انتظار مكان الوصول.