الخبر من زاوية أخرى

حرز وشعوذة وتمائم داخل البرلمان..!

حرز وشعوذة وتمائم داخل البرلمان..!
آذارآذار

قرأنا، أمس، في أكثر من منبر صحفي خبرا طريفا مر دون أن يأخذ حقه في النقاش العمومي..

وجاء في مضمون هذا الخبر أن برلمانيين اثنين دخلا في ملاسنات حادة..


وربما كادت الأمور أن تتطور إلى الاشتباك بالأيدي وتبادل الشتم واللكم..

حصل هذا داخل قبة البرلمان بعد أن شك أحد البرلمانيين بأن زميله في هذه القبة يخفي “حرزا” تحت “بزولته” على شكل تميمة أو تعويذة قد تقي من العين ومن أي خطر محتمل على مستقبله السياسي وعلى مسؤولياته الانتدابية..

وهذه “كارثة” أخرى تضرب، من جديد، برلمان الأمة إذا ما صح هذا الذي قرأناه..

نعم إنها “كارثة” وزيادة عندما تصبح قبة التشريع لا تضم فقط “بعض” البرلمانيين المتابعين في ملفات ثقيلة ومعهم “بعض” المشتبه فيهم بالاتجار في المخدرات والممنوعات..

بل أصبحت هذه القبة تضم ربما حتى “بعض” البرلمانيين المشعوذين الذين يعطون أهمية قصوى لكلام “الشوافات” وكلام العرافات قبل أي كلام آخر مهما كان الموقع الدستوري لقائله..

المثير أيضا أن البرلماني، صاحب “الحرز” المعلوم، هو برلماني ينتمي إلى حزب حداثي تأسس أصلا وفصلا لبناء وطن ينتصر للعلم والمعرفة وللعقل وليس للخرافة وللشعوذة وللسحر..

لكن كل هذا “العجب” كان متوقعا..

وربما لا شيء يدعو إلى الاستغراب من هذا الذي نقرأ ونسمع طالما أننا نعرف السياق الملتبس التي دخلت فيه مثل هذه “النماذج” إلى البرلمان وإلى السياسة..

وفعلا، ماذا ننتظر من برلماني قيل إنه كان يضرم النار في ممتلكاته لعل التأمينات تعوضه تعويضات خيالية؟!..

بل ماذا تنتظر من هذا الذي جاء “هاربا” إلى البرلمان لعله يحمي نفسه من الأسئلة الصعبة في ملف خطير ذكر فيه ربما اسمه بسوء؟!..