بعد أن “خرج” المغاربة بلا عيد.. لماذا لا تعتذر حكومة أخنوش؟..
قبل أربعة أيام، اجتمع زعماء الأغلبية الحكومية وأصدروا بيانا مضللا للرأي العام قالوا فيه كل شيء إلا الحقيقة..
والحقيقة هي أننا الشعب الوحيد في العالم والعربي والإسلامي وفي الدنيا بكاملها الذي “خرج بلا عيد” كما لو أننا شعب مطرود من رحمة الله مع هذه الحكومة، “غير المبارك” عملها..
تصوروا حتى الدول الإفريقية التي أنهكتها المجاعات والحروب استطاعت أن “تعيد” واستطاعت أن تحافظ على قطعانها من الماشية..
وربما هذه ثاني مرة على التوالي نخرج فيها “بلا عيد” مع حكومة السيد أخنوش إذا ما استحضرنا أن نصف المغاربة لم “يعيدوا” في السنة الماضية بعد أن خلت الأسواق من الأكباش في ظروف غامضة..
وعوض أن يعتذر زعماء الأغلبية الحكومية للمغاربة على هذا المصاب الجلل وعلى هذا الحزن الجماعي وعلى هذه الأجواء الجنائزية التي مر فيها هذا “العيد”..
وعوض أن يقول زعماء الأغلبية الحكومية في هذا الاعتذار إنهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن اختفاء القطيع الوطني وأيضا عن هذا الكساد الذي ضرب البلاد والعباد..
نعم عوض أن يفعلوا ذلك فإنهم حرروا بيانا “كرنفاليا” عشية العيد وتحدثوا فيه عن أرقام نمو وعن فتوحات وعن إنجازات لا وجود لها على الأرض..
ودعوني أقرأ لكم هنا بعض المقاطع من هذا البيان الذي كتب بلغة فيها الكثير من “الكذب العلني” ومن التدليس المنهجي ومن بيع الوهم..
ويقول البيان في هذا المنحى:
“تشيد هيئة رئاسة الأغلبية الحكومية بنجاح الحكومة في بناء أسس اقتصاد مغربي قوي ومحفز، منتج للثروة وفرص الشغل، وقادر على الصمود أمام المتغيرات الوطنية والدولية”..
بيان الأغلبية الحكومية أشار أيضًا إلى أن هذا النجاح “تؤكده الأرقام الأخيرة، على غرار ما حققه الاقتصاد الوطني من نسبة نمو تصل إلى 4.2 في المئة خلال الربع الأول من السنة الجارية”..
وحسب البيان نفسه، ف”هذا النجاح تدعمه النتائج الإيجابية التي تحققت في قطاعات مثل الفلاحة، والصناعة، والتجارة الخارجية، والسياحة”..
بيان الأغلبية ذهب أبعد من ذلك حتى أنه تحدث عما أسماه “انتعاشة كبيرة في خلق فرص الشغل”.. وأيضا عن “إحداث ما لا يقل عن 282.000 منصب شغل جديد”..
شخصيا أصبت بالذهول وأنا أقرأ هذا البيان الذي بدا لي كما لو أنه يتحدث عن “إنجازات” الحكومة السويدية وليس عن “إنجازات” الحكومة المغربية..
ثم إني أعرف أيضا كيف “شهد شاهد من أهلها” في اجتماع للمكتب السياسي للبام حتى أن هذا الشاهد بدرجة وزير وصف البرامج الحكومية في مجال التشغيل ب”الفاشلة”..
حصل هذا بحضور وزير التشغل نفسه..
كما أننا نعرف جميعا وجيدا “إنجازات” زعماء هذه الحكومة..
فإذا كان السيد أخنوش يحسب له في سلة “إنجازاته” أنه دافع عن حق شركاته في الاستفادة من الصفقات العمومية من داخل قبة البرلمان..
فإن الوزيرة أو ابنة الباشا يحسب لها في حصيلة “الإنجازات” أنها أغرقت الوزارة بالمقربين وفوتت مناصب عليا لأقارب زوجها..
أو بالأحرى الزوج “المحظوظ” الذي تسقط، على جمعيته “الشريفة”، أموال الدعم العمومي وغير العمومي مثل “التبروري”..
أما نزار بركة فله “إنجاز” واحد لا ثاني له وهو أنه فعل كل شيء لكي تظل رئاسة الحزب وممتلكات الحزب بيد العائلة..
آه، نسيت أن أقول:
إذا كان القطيع الوطني كاد أن ينقرض عن آخره لولا التدخل الملكي في الوقت المناسب..
فهناك قطعان آخرى حافظت على جودتها وعلى استمراريتها واستطاعت أن تتحدى الزمن والتقلبات المناخية والتغيرات الدولية وحرب أوكرانيا ألا وهي قطعان بعض الحيتان النافذة..
..