“حكومة اعطيني نعطيك”
قبل أربعة أو خمسة أيام، نشر الزملاء في موقع “العمق” خبرا نادرا وطريفا دون أن ينال حظه من النقاش والجدل المطلوب..
وهذا الخبر يقول ربما كل شيء عن الكيفية “العجائبية” و”الفضائحية” التي تدور بها عجلة الصفقات مع “أجمل” حكومة في العالم..
أو دعونا نقول إنها حكومة تكاد تحمل هذا اللقب عن جدارة واستحقاق:
“حكومة اعطيني نعطيك”..
وجاء في تفاصيل الخبر الطريف أن شركة لتصبين وكي الملابس فازت بصفقة لتزويد المركز الاستشفائي الجهوي بطنجة وملحقاته بكل ما يحتاجه من أدوية ومنتجات صيدلية..
شخصيا عندما قرأت الخبر لأول مرة “توقعت” أن هذا سيكون له ما بعده ويقينا ستقع استقالات وإقالات وإعفاءات وتحقيقات وتأديبات..
لكن لا شيء من هذا وقع على الإطلاق..
وربما إذا بحثنا في باقي الصفقات فقد نكتشف ما لا يخطر على البال..
بل إن سعادة الوزير الوصي على القطاع والخبير السابق في بيع منتجات “أحمر الشفاه” مع السيدة سلوى لم يكلف نفسه ربما حتى إصدار بيان توضيحي حول ما جرى..
أما رئيسنا في الحكومة فلا يمكن أن ننتظر منه أي درة من إصلاح طالما أن الرجل أصبح يدافع عن أحقية شركاته في الصفقات العمومية من داخل المؤسسات الدستورية وأمام نواب الأمة أجمعين والصامتين أيضا..
أكثر من هذا، رئيسنا في الحكومة لا زال يمني النفس بتصدر الانتخابات المؤدية لحكومة المونديال..
يحصل هذا رغم الحكومة الحالية عجزت حتى عن حل قضايا صغيرة مثل إيجاد خيام تليق بكرامة وإنسانية المتضررين من زلزال الحوز..
بقي فقط أن أقول:
كم نحن واهمون إذا كنا نعتقد أن نشر فضائح المسؤولين الحكوميين قد تقود إلى استقالة البعض منهم..
هذا لن يقع ولو في الأحلام..
لماذا؟
لأن رئيس حكومة مثل السيد عزيز أخنوش يمني النفس بما هو أخطر من ذلك وهو أن يستقيل الشعب عوض أن تستقيل حكومته..
وليس سرا أن السيد لا يحارب الفقر وإنما يحارب الفقراء ظنا منه أن جميع الفقراء يكرهونه فقط لأنه ثري.