الخبر من زاوية أخرى

لهذا السبب يصطف الإيرلنديون مع فلسطيييين..

لهذا السبب يصطف الإيرلنديون مع فلسطيييين..
مصطفى الفنمصطفى الفن

من هو البلد الأوربي الأقرب، قلبا وإنسانيا، إلى فلسطييييين؟

إنه، بدون شك، بلد إيرلندا..

وقد اتخذ هذا القرب من فلسطيييييين بعدا غير عادي وربما غير معتاد وسط بلدان هذه القارة العجوز..

وفعلا، ففي الوقت الذي اصطفت فيه الدول الأوربية بكاملها خلف “العدوااااان” وخلف “الغااااصب” وخلف “القاااااتل” وخلف “القتااااال”، فإن شعب إيرلندا سارع إلى التظاهر وإلى التضامن مع غززززززة ومع فلسطيييين..

بل إن الإيرلنديين سارعوا أيضا إلى جمع التبرعات لشعب غزززززة قبل أن يمروا إلى الذي يؤلم “العدو” أكثر وهو إشهار سلاح المقاطعة:

مقاطعة المنتوجات “الإسرااااائيلية” ومعها مقاطعة كل العلامات التجارية الداعمة ل”العدو” نفسه..

ولا يتردد الإيرلنديون في وصف ما يقع في غززززة على أنه “إبادة جماعية” ضد شعب لم يقترف أي ذنب سوى أنه يدافع عن أرضه وعن حقه في أن يتحرر من الاحتلااااال..

وتصل نسبة الإيرلنديين، الذين يرون أن ما يقع في غزة هو “إبادة جماعية”، إلى قرابة 80 في المائة..

كما أن إيرلندا ذهبت أبعد من ذلك وصرحت “رسميا” بأنها لا تستعبد أن تنضم إلى دولة جنوب إفريقيا في شكايتها ضد “إسراااائييل” أمام محكمة العدل الدولية..

ولم تقف الأمور عند هذا الحد، فالرئيس الإيرلندي نفسه وجه انتقادات لاذعة إلى رئيسة المفوضية الأوربية..

حصل هذا احتجاجا على الدعم الأوربي اللا مشروط لهذا “الكياااان” الذي أعطاه العالم كله شيكا على بياض لقتتتتتل الأطفال والنساء والشيوخ..

وأيضا لينفذ ما يشاء من انتهاكات ومن جرااائم ومن فظائع..

يقع كل هذا “الإجرام” العابر للحدود دون أن يقوى العالم بأسره ولا حتى مجلس الأمن نفسه على أن يقول “اللهم إن هذا لمنكر”..

وبالطبع لا ننسى أيضا أن إيرلندا انتفضت ضد تعليق تمويل وكالة غوث اللاجئين الفلسطييينييين المعروفة ب”الاونروا” حتى أنها اتهمت “الكيااان” بالكذب وبتزييف الحقائق في هذه القضية..

صحيح أن إيرلندا قد تكون فعلت كل هذا بدافع لغة المصالح لكن وربما أيضا بدافع آخر لا يخلو من طابع مبدئي..

ذلك أن البلدين (فلسطيييييين وإيرلندا) كانا معا تحت الاحتلاااال البريطاني “الغاشم”..

وكلاهما عاشا القهر والظلم والاضطهاد والتجويع..

بقي فقط أن أقول ختاما:

كثيرا ما تفاخر “المحتل” بأنه هو “الدولة الديمقراطية الوحيدة” في منطقة الشرق الأوسط..

لكن، ومهم جدا هذا الاستدراك:

“إن الاحتلاااال والديمقراطية خطان مستقيمان ولا يجتمعان أبدا”..

والعبارة هنا للفنان المقتدر السي أحمد السنوسي المعروف ب”بزيز” ذكره الله بخير.