الخبر من زاوية أخرى

ندرة المياه.. خطر آخر يهدد المغرب

ندرة المياه.. خطر آخر يهدد المغرب
آذارآذار

نحن مقبلون بلا شك على مرحلة صعبة لن يواجه فيها بلدنا الآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي أفرزها فيروس كورونا فقط.

بلدنا سيواجه أزمة أخرى لا تقل خطورتها عن خطورة هذا الفيروس الكوروني.

إنها أزمة ندرة المياه التي صادفت أيضا هذه السنة موسما فلاحيا عنوانه العريض هو الجفاف والقحط والعطش.

وفعلا لقد بات في حكم المؤكد أن مناطق مغربية بكاملها أصبحت اليوم تشكو من انقطاع أو انعدام الماء الصالح للشرب.

أكثر من هذا، لقد أوقفت السلطات المختصة مؤخرا عملية سقي بعض المنتوجات الفلاحية في مناطق بعينها حفاظا على الماء وحتى لا يموت الناس عطشا هناك.

وإذا كان صحيحا أن الجفاف ونزول الأمطار أو عدم نزولها هو جزء من الغيب  والغيب لا يعلمه إلا الله..

لكن علينا ألا ننسى أيضا أن وزارة الفلاحة لها ربما نصيب من المسؤولية في هذه الأزمة المائية التي تلوح في الأفق.

لماذا؟

لأنه ما معنى أن تسمح هذه الوزارة بتشييد مشاريع فلاحية وبإنتاج فواكه وخضر تحتاج الى مياه كثيرة في مناطق هي أصلا جافة وقاحلة ولا توجد في جوف أرضها قطرة ماء واحدة؟

شخصيا لم أفهم مثلا زرع “الدلاح”، الذي يستنزف منسوبا عاليا من الماء، بأراضي شاسعة في ضواحي زاكورة رغم أن سكان هذه المناطق كثيرا ما خرجوا في مسيرات شعبية احتجاجا على ندرة الماء؟

فأي مخطط أخضر هذا الذي أصبح اليوم يهدد السلم الاجتماعي بمناطق كانت بالأمس القريب هادئة ومطمئنة؟

الأخطر من ذلك لقد اكتشف أهالي بعض المناطق، التي تشكو ندرة المياه، أن أراضيهم أعطيت، في ظروف غامضة، لإقطاعيين ليشيدوا فوقها مشاريع فلاحية قاتلة للضرع والزرع والحياة.

وظني أن المخطط الأخضر، الذي قد يستفيد منه آل قيوح وآل الأنصاري ولا يستفيد منه بسطاء الفلاحين وصغارهم، هو فعلا مخطط لكن لزرع الاحتقان واليأس ليس إلا.