القدس ووعد ترمب.. ماذا سيفعل العرب؟
على وقع الذكرى المئوية لوعد بلفور، يتجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب نحو تنفيذ "وعده" بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في وقت لاحق اليوم الأربعاء، بينما تتقلب المواقف العربية والإسلامية بين التنديد والتحذير والدعوة إلى قمم واجتماعات طارئة.
وقبيل ساعات من الإعلان المرتقب الذي يتوقع أن يتضمن ترتيبات لنقل السفارة الأميركية للقدس، تتزاحم المواقف العربية والإسلامية المنددة بهذا الإعلان تارة، والمحذرة من خطورته تارة أخرى، لكن السؤال الذي يطرحه الشارع العربي: ماذا سيفعل العرب عمليا إزاء هذا القرار الخطير؟
حتى الآن اكتفى معظم القادة العرب وكبار المسؤولين في عواصم عربية وعالمية بالتحذير من توجهات الرئيس الأميركي لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ولم تصدر مواقف بالتهديد بخطوات عملية ردا على الإعلان المرتقب إلا عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعلن أن بلاده ستتجه إلى قطع العلاقات مع إسرائيل ردا على هذا القرار. ودعا أردوغان إلى قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في الأربعاء المقبل. وكان الأردن –الذي يتمتع بحق الولاية على الأماكن المقدسة في القدس- قد دعا الثلاثاء إلى اجتماع للجامعة العربية ، كما صدرت دعوات من القيادة الفلسطينية وجهات عربية إلى التحرك للتعامل مع قرار ترمب.
خيارات العرب
يرى مراقبون أن هذه التحركات تأتي تعبيرا عن الفشل العربي لثني الرئيس الأميركي عن الإقدام على هذه الخطوة الخطيرة، لكن السؤال يبقى عن الخيارات العملية التي يمكن أن يتخذها العرب الذين تتمتع غالبية دولهم بعلاقات إستراتيجية مع إسرائيل؛ للرد عمليا على الإعلان الأميركي.
وبرأي المحلل السياسي ياسر الزعاترة فإن مضي ترمب في قراره نحو إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، يؤشر على فشل العرب في التأثير على الإدارة الأميركية رغم مظاهر الاحتفاء بها التي ظهرت في أكثر من مناسبة منذ تولي ترمب الرئاسة مطلع هذا العام.
وقال الزعاترة للجزيرة نت إن ترمب ينفذ وعده الانتخابي، وتساءل "ماذا عن وعود العرب؟ ماذا سيفعلون للرد على هذا القرار الخطير؟".
وبرأيه فإن أقل الردود المتوقعة من الرسميين العرب الإعلان عن سحب المبادرة العربية للسلام، واتخاذ خطوات تجاه العلاقات العربية مع إسرائيل، أسوة بالموقف الذي أعلنه الرئيس التركي أردوغان، إضافة إلى إطلاق يد الشارع العربي والإسلامي للتعبير عن الغضب كرسالة موجهة إلى الإدارة الأميركية.
صفقة القرن
لكن الزعاترة قال إن القرار قد يؤسس لمرحلة جديدة، وسيحبط بشكل كبير سعي إدارة ترمب لعقد ما تسمى "صفقة القرن" التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بالتعاون مع أطراف عربية.
وتابع "ترمب سعى من خلال مستشاريه على مدى الأشهر الماضية لإقناع أطراف عربية رئيسية للسير في نهج التطبيع قبل حل القضية الفلسطينية، وهذا سيتوقف لأن المسؤولين العرب سيتعرضون لإحراج كبير بعد أن يقرر ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
المصدر : الجزيرة نت