مصطفى الفن يكتب: جلسة مع بنكيران
جلست مؤخرا الى السيد عبد الإله بنكيران في لقاء مطول تجاوز 80 دقيقة بمنزله بحي الليمون بالرباط.
في هذة الجلسة حول كوب شاي وبضع حبات “كعب غزال”، تحدثنا تقريبا في كل شيء.
وأعترف بأن بنكيران كان معي في منتهى “السخاء” هذه المرة.
أقصد هنا أن الرجل تحدث إلى صحافي على غير المعتاد وبلا تحفظ.
طبعا لم أنشر أي شيء مما دار بيننا في هذا اللقاء لأن المجالس أمانات طالما أني لم أستأذنه في النشر.
لكن ماذا فهمت وأنا أقفل عائدا بعد هذا اللقاء مع بنكيران؟
لقد فهمت شيئا واحدا وهو أن زعيم البيجيدي يتنفس السياسة ولا شيء غير السياسة وربما لا يريد أن يغادرها.
ومع ذلك، كان من الضروري أن أسأل بنكيران عما إذا كان له طموح في العودة الى السياسة.
فماذا كان رده؟
بنكيران رد بطريقة فيها بعض المزاح وربما فيها حتى بعض الجد أيضا:”أنا ما ابقى ابغاني لا المخرن ولا الإخوان…”.
وحتى عندما يجمد بنكيران اليوم عضويته ويكتب رسالة التجميد بخط يده فهو لا يتحدث الى قيادة حزبه.
بنكيران يتحدث في المقام الأول الى دوائر بعينها في هرم السلطة ليبعث ربما بهذه الرسالة: “إن قتل الأحزاب قد يخدم بعض الأشخاص في الدولة لكنه لن يخدم الدولة إن لم نقل إنه يهددها أيضا..”.