مصطفى الفن يكتب: إدريس الأزمي والاستقالة “الملساء”
لا أملك إلا أن احترم وزير الدولة مصطفى الرميد الذي وضع رسالة استقالته بين يدي رئيس الحكومة في انتظار أن ترفع الى الملك قصد الموافقة عليها أو رفضها.
الرميد كان واضحا في هذه الاستقالة التي عزاها الى سبب واحد لا ثاني له وهو وضعه الصحي الذي عرف بعض التدهور خلال الأشهر الأخيرة.
وعبد ربه تحدث أكثر من مرة إلى الرميد في هذا الموضوع وربما لهذا السبب لم يفاجئني خبر هذه الاستقالة.
لكن غير المفهوم وغير المتفهم على الإطلاق هو استقالة ادريس الأزمي ليس من المسؤوليات المدرة للدخل المالي كعمودية فاس أو البرلمان.
السي الأزمي اختار أن يستقيل فقط من المسؤوليات التنظيمية في حزب البيجيدي كالأمانة العامة ورئاسة المجلس الوطني.
وهي استقالة “ملساء” لأنه هذا النوع من الاستقالات ليس له أي تأثير أو تداعيات على الوضع المالي للمستقيل.
وهذا له معنى آخر ورسالة أخرى مفادها “أن الحزب خايب وفقد هويته ومع التطبيع ومع الكيف لكن فلوسو زوينين”.
والواقع أن استقالة الأزمي هي ليست عملا بطوليا بقدر ما هي إعلان صريح عن فشل ذريع لمناضل بسيط جدا ولم يكن شيئا مذكورا لولا “الدوباج” ولولا بنكيران.
نعم السيد فشل ربما في كل المسؤوليات الانتدابية والحزبية التي أسندت إليه وكان عليه يعترف بذلك صراحة عوض اللعب بالكلمات والاختباء وراء الأوهام.
بل إن الرجل لم يترك أي بصمة في كل المناصب التي تقلدها حتى لا أقول إنه كان مجرد منفذ للتعليمات في وزارة المالية سواء مع نزار بركة أو مع مزوار أو مع بوسعيد.
لكن سامح الله أولئك الذين نفخوا في رجل طيب وخلوق وحملوه ما لا طاقته له به في الوقت الذي كان عليه أن يتدرج في المسؤوليات الصغيرة قبل الكبيرة كباقي زملائه في الحزب.
ودعوني أقول أيضا إن استقالة الأزمي عمل غير مسؤول وعمل أرعن لأن الأمر يتعلق بالرجل الثاني في حزب يقود الحكومة منذ عشر سنوات.
وفعلا إن الأمر بهذه الدراما لأن الأزمي لم يطرح أي مبرر معقول لاستقالته عدا بعض العبارات الغامضة التي لا تقول أي شيء.
وأنا أقول بهذا لأن الأزمي لم يدافع عن أي فكرة أو مشروع أو قضية خلال المجلس الوطني الأخير.
ثم ما الذي يمنع الأزمي، باعتباره الرجل الثاني في الحزب، من أن يجمع اليوم أعضاء المجلس الوطني في دورة استثنائية ليقنعهم باستقالة جماعية من الحزب أو بالخروج الى المعارضة مثلا؟
وأكيد لو أن الأزمي فعل ذلك، لحظي الرجل باحترام الجميع لكن أن يفاجئ حزبه ومؤسسات بلده بهذه الاستقالة الغامضة في هذا الظرف الحرج فهذا لا يعدو أن يكون “لعب مع الدراري” حتى لا أقول إنه لعب بأشياء أخرى لها حساسية خاصة
Commentaires