عندما وجد الاتحاد نفسه تائها بين الحكومة والمعارضة..
قامت الدنيا ولم تقعد من أجل مجرد “مبادرة” رمزية عادية وغير قابلة للتنزيل طالما أن الشرط الدستوري غير متوفر..
الشرط الدستوري يفرض أن يوقع ثلث أعضاء مجلس النواب على هذه “المبادرة” قبل أن ترى النور، فيما واقع حال الأغلبية والمعارضة بالبرلمان بغرفتيه لا يسر صديقا ولا عدوا..
وأتحدث هنا عن “مبادرة” تشكيل لجنة نيابية لتقصي الحقوق حول “نهب” مفترض لأكثر من 1300 مليار وزعتها حكومة السيد أخنوش على مستوردين لهم حظ “عظيم” في استيراد “خرفان العيد”..
وإذا كان يحسب لأحزاب المعارضة الممثلة في مجلس النواب أنها كانت “سباقة” لطرح هذه المبادرة..
فإنه “يحسب” أيضا في منحى سلبي لحزب الاتحاد بزعامة واحد من كبار “خدام الدولة” أنه “تردد” وطلب “مهلة” للتفكير وللتشاور وربما ل”قتل” المبادرة نفسها أيضا..
حصل هذا رغم أن الاتحاد “متموقع” في المعارضة بقرار مؤسساتي صادر عن “برلمان” الحزب..
بل إن منطق السياسة والتاريخ الاتحادي يفرض أن يكون الاتحاد مع الشعب ضد “لفراقشية” وأن يكون أول الداعين إلى مثل هذه المبادرات لا أن يكون أول المعرقلين لها أو المشوشين عليها..
الزملاء في موقع “مدار” عددوا بعض الأسباب التي قد تكون وراء “تردد” اتحاد إدريس في الانضمام إلى هذه المبادرة الخاصة بتشكيل لجنة نيابية لتقصي الحقائق حول استيراد خرفان العيد..
وذكر الموقع من هذه الأسباب أن إدريس يرفض التنسيق مع أحزاب المعارضة في أي مبادرة إذا لم يكن هو صاحب المبادرة..
كما قد يكون ادريس، بحسب الموقع نفسه، رفض الانضمام الى مبادرة أحزاب المعارضة في هذه القضية ردا ربما على عدم التجاوب بعض قادة هذه الأحزاب مع مبادرة سابقة كان قد طرحها إدريس نفسه حول ملتمس الرقابة..
لكن كل هذه الأسباب لا تصمد ربما أمام سبب حقيقي هو الذي جعل الاتحاد يسير بقلبين:
قلب مع المعارضة ومع القضايا الصغيرة وآخر مع حكومة السيد أخنوش..
وربما لهذا السبب بالتحديد، كان إدريس ربما أول “كاتب أول” في تاريخ الاتحاد المعارض يستضيف في بيته رئيس حكومة هو السيد عزيز أخنوش حول وجبة عشاء بدون أن يكون هناك أي داع..
حصل هذا ذات خميس من دجنبر المنصرم..
أما “مخرجات” هذا اللقاء الذي حضره مقربون من السيد أخنوش وآخرون مقربون من السيد إدريس فلم تخرج ربما عن بند ملزم للطرفين معا وبهذا المضمون أيضا:
“حزب الاتحاد الاتحاد الاشتراكي وحزب التجمع الوطني للأحرار اختارا من الآن أن يكونا في خندق واحد وأن يشتغلا معا في أفق أن يكونا معا في حكومة المونديال المنتظرة في انتخابات 2026”..
بقي فقط أن نتمنى التوفيق للجميع في مثل هذه الحسابات “الضيقة” في انتظار أن يولد الاتحاد من جديد لتبني قضايا وهموم الناس الذين يموتون كل يوم ألف مرة بسبب هذا الغلاء المشتعل في كل شيء..
مصطفى الفن