عندما أرادت الأقلية “الحاكمة” في الدار البيضاء أن تختبئ خلف الرجاء والوداد..
رغم وجود مقتضيات دستورية تجرم تنازع المصالح..
وتجرم معها أيضا استغلال كل التسريبات المخلة بالتنافس النزيه..
وتجرم أيضا كل مخالفة ذات طابع مالي..
ورغم وجود دورية لوزارة الداخلية، وما أدراك ما وزارة الداخلية، أشهرت سلاح العزل ضد أي منتخب تورط في شبهة تنازع المصالح..
رغم كل هذا إلا أنه تم إفراغ كل هذه المقتضيات من محتواها هنا في الدار البيضاء..
وقع هذا لأن لدينا هنا أقلية من المنتخبين، هم في الأصل بقايا جلسات الفيلا المعلومة مع إيسكوبار الصحراء..
كما أن هذه الأقلية التي غالبا ما تتردد على الفنادق المصنفة وهلى المطاعم الفخمة لا زالت تتحكم في مفاصل وشؤون أكبر مدينة بالمغرب..
ولن أكشف سرا إذا قلت إن هذه “الأقلية” من المنتخبين هي التي تتحكم اليوم في الأغلبية المسيرة للمدينة..
ولا بأس أن أذكر هنا أيضا أن هذه الأقلية قضت اليوم (اليوم كله تقريبا) ليس في مناقشة مشاكل البيضاويين مثل مشكل هذه الأسعار المشتعلة في أكباش العيد..
أو في مناقشة قضايا لها علاقة بالمصالح العليا لمدينة عملاقة خصص لها ملك البلاد خطابا ناريا ذات جلسة افتتاحية للبرلمان..
بل كلنا يتذكر كيف ساد “الاعتقاد” مع ذلك الخطاب الملكي وقتها بأن نصف مسؤولي هذه المدينة المليونية سيقضون ربما بقية حياتهم في السجن..
والواقع أن هذه الأقلية الجشعة من المنتخبين بالدار البيضاء التأموا اليوم في لقاء مطول وبالساعات الطوال فقط ليوزعوا على بعضهم البعض مليارين ونصف مليار سنتيم من ميزانية المدينة الفقيرة إلى ربها..
المدينة أعطت هذا الدعم المالي للجمعيات وللأندية الرياضية ضمنها فريقا الرجاء والوداد..
لكن الذي حصل هو أن هناك بعض العناصر من هذه الأقلية “الحاكمة” في الدار البيضاء أرادت أن تختبئ وراء الرجاء والوداد لتستفيد هي أيضا من هذا الدعم رغم أن لها شبهة تنازع المصالح..
وأفتح هنا قوسا لأقول إن دعم الناديين الكبيرين (الرجاء والوداد) لا علاقة له إطلاقا بدعم باقي الأندية الرياضية الأخرى التي يترأسها بضعة منتخبين..
كما أن الرجاء والوداد هما جزء من مشترك وطني ومن رأسمال مادي وغير مادي..
والدعم المالي لهذين الناديين هو إجراء مفصول عن شبهة تنازع المصالح لأن الرجاء والوداد هما أكبر من رئيس في السجن أو رئيس آخر في رحلة علاج خارج المغرب..
أكثر من هذا، لقد أبدعت هذه الأقلية من المنتخبين اتفاقية على المقاس وأبدعت ربما حتى طرقا احتيالية..
والهدف هو توزيع ثلثي هذا الدعم المالي “تقريبا” على النفس وعلى الذات وعلى أنديتهم الرياضية الخاصة..
وفعلا فمعظم عناصر هذه الأقلية من المنتخبين لديهم شبهة تنازع المصالح..
والسبب هو أن معظم عناصر هذه الأقلية هم رؤساء أندية رياضية ويترأسون حتى لجان الدعم..
ثم إن هذه الأقلية من المنتخبين هم الذين يحددون حتى قيمة هذا الدعم المخصص لكل نادي رياضي من أنديتهم الرياضية..
وحتى لا يسقطوا في شبهة تنازع المصالح بالواضح وبالمكشوف، فقد “كلفوا” جامعة الكرة بمهمة توزيع هذا الدعم كما لو أن الجامعة مجرد “ساعي بريد” ليس إلا..
ولأن هذه الأقلية تشتغل على شكل شبكة لها أكثر من رأس فقد “زرفوا” ربما حتى الوالي الجديد..
وفعلا لقد تحدث البعض في هذا اللقاء المطول ونسب للوالي ما يشبه هذا الكلام:
“نعم السيد الوالي طلب منا أن نسرع عملية توزيع الدعم المالي على الفرق الرياضية المنضوية تحت جامعة الكرة..”..
لكن الذي سيتبين فيما بعد، بحسب ما علم موقع “آذار”، وهو أن الوالي لم يقل بهذا الكلام..
والحقيقة المسكوت عنها أو الحقيقة التي تم طمسها في هذا اللقاء وهو أن الوالي كان يتحدث عن تسريع الدعم الخاص بالرجاء والوداد لا غير..
أما قضية دعم أندية رياضية يسيرها منتخبون ويرأسها منتخبون بثروات غامضة ويتحكمون في الدعم وفي المعارضة وفي المساندة وفي كل شيء يتحرك فوق الأرض، فهذه قضية أخرى دبرت بليل وسرعان ما محاها النهار.