قضية معرض الكتاب.. الثقافة هي أكبر من قطاع حكومي

زرت، أول أمس، معرض الكتاب..

طبعا الأجمل في هذه الزيارة هو أنها كانت مناسبة للقاء أصدقاء لا يمكن أن تلتقيهم إلا في هذه المحطة الثقافية..

صحيح، وربما أتفق أن تكون فكرة ترحيل المعرض من الدار البيضاء فكرة جيدة..

لكن لماذا إلى الرباط وليس إلى فاس أو إلى أي مدينة أخرى بمخزون ثقافي قوي وخاص؟

هو مجرد سؤال ليس إلا..

غير أن هذا لا يمنعني من القول أيضا إن ترحيل المعرض إلى العاصمة السياسية والإدارية للبلد هو ربما أشبه بقرار “مزاجي”..

لماذا؟

لأن تنظيم معرض للكتاب هو في الأصل ليس سوى جزء صغير من مشروع كبير ومن رؤية بأفق وطني، ومفروض أن يتحول إلى مؤسسة تشتغل بنفس سيادي وعلى طول السنة وعلى أكثر من واجهة..

ثم إن المسألة الثقافية لبلد عريق مثل المغرب هي أكبر من أن نختزلها في وزراء لا يعرفون أي شيء عن ثقافة بلدتهم وعن تاريخ بلدهم وعن رموز بلدهم..

كما أن أكبر إساءة لثقافة بلد أيضا هو أن نختزل الثقافة في سبعة أيام وفي نصب بضعة خيام قابلة للانهدام الذاتي مع أول هبة ريح..

أقول هذا ولو أن التجول بين خيام المعرض وبين أروقة المعرض يعطيك “شبه انطباع” بأن كل شيء هنا هو طارئ وموسمي وانتقالي..

فيما الثقافة لها جذور من إسمنت وتحيل على الثبات وعلى الاستقرار وعلى الخلود أيضا.

وقد أذهب أبعد من ذلك لأقول إن المسألة الثقافية هي أكبر من أن تكون جزءا من قطاع حكومي..

ورأيي أن الثقافة هي أكبر من ذلك بكثير حتى لا أقول إنها قطاع إستراتيجي هو في الحقيقة “أم الكتاب” وله صلة ربما بالأمن القومي لوطن بكامله.