الخبر من زاوية أخرى

لماذا “اختفى” بودريقة؟

لماذا “اختفى” بودريقة؟
مصطفى الفنمصطفى الفن

اتصلت أكثر من مرة بالسيد محمد بودريقة لكنه لم يرد..

لكن سأتأكد فيما بعد أن السيد بودريقة، الذي يوجد حاليا خارج الوطن، أغلق هواتفه ولم يعد يرد حتى على المقربين منه..

في حين يقول الابن إن والده بودريقة أجرى عملية جراحية على القلب وهو الآن يتماثل للشفاء بالديار الإنجليزية..

شخصيا لا أملك إلا أن أقول والحالة هذه:

بالشفاء العاجل يا رب..

لكن كل المؤشرات على الأرض تقول ربما أشياء أخرى..

فيما “رجح” البعض فرضية “الفرار” إلى الخارج خشية أن يواجه المعني بالأمر مصيرا غير معروف داخل الوطن..

لكن ما هو هذا المصير غير المعروف إذا ما صح هذا الذي يروج في بعض الكواليس؟

إلى حد الآن، ليس هناك أي خبر دقيق حول هذا “الاختفاء” المفاجئ لشخصية عمومية تتقلد مهام ليس فقط على رأس مقاطعة قد تتعطل فيها مصالح الناس ومصالح المرتفقين..

كما أن بودريقة يتقلد مهام حتى داخل مؤسسة بوضع دستوري خاص باعتباره أمينا للغرفة الأولى بالبرلمان..

بل إن بودريقة يتقلد أيضا منصب رئيس آمر بالصرف لنادي كبير وعريق وله جماهير بامتدادات عابرة لكل قارات الدنيا وتريد أن تطمئن على حاضر ومستقبل فريقها..

أكثر من هذا، بودريقة هو أيضا قيادي وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود حكومة المغرب في شخص السيد عزيز أخنوش..

وليس هذا فحسب، ذلك أن “اختفاء” أمين برلمانيي الأمة تزامن مع انخراط البرلمانيين في إعداد مدونة للأخلاقيات ملزمة لهم جميعا..

حدث هذا تفاعلا مع الرسالة الملكية الموجهة إلى مجلس النواب بمناسبة الذكرى ال60 لتأسيس البرلمان المغربي والتي انتقدت ربما ضمنيا “اختفاء” الأخلاقيات لدى جزء من البرلمانيين..

كما أنه ليس سرا أن بودريقة له شكايات وشيكات وقضايا كثيرة هي الآن جارية أمام المحاكم المغربية..

بل إن بعض هذه القضايا فيها حكم قضائي وفيها أربع سنوات بالحبس غير النافذ..

كما أن هناك قضية أخرى هي ربما من الخطورة بمكان في مسار رجل استقال من الجامعة الملكية لكرة القدم ثم “أعيد” إليها في سياق غامض ومن “الباب الواسع”..

حصل هذا في وقت كان بودريقة قد وجه وقتها إلى رئاسة الجامعة اتهامات في منتهى الخطورة وفي منتهى الحساسية وربما سمى الأشياء بمسمياتها..

بودريقة فعل كل هذا دون أن يقع له أي مكروه رغم التهديدات “الوهمية” باللجوء إلى القضاء ضده..

وأنا أخشى أن تكون عودة أو إعادة بودريقة إلى موقعه في الجامعة هو ليس سوى محاولة لشراء صمته لا أقل ولا أكثر..

أما القضية التي أقصد هنا فليست إلا تلك القضية التي رفع فيها بودريقة سقف “التهور” عاليا كما لو أنه “شاري الطريق”:

“تحويل” أموال “الفيفا” وأموال “الفريق” إلى الحسابات الشخصية والعائلية لآل بودريقة بطريقة تشبه ربما “السرقة الموصوفة”..

ورغم أن ملف هذه القضية “العجائبية” وصل إلى المحاكم لكنه سيطوي بقدرة قادر وفي ظروف غامضة أيضا..

وأفتح هنا قوسا لأقول إن “الطي” لأي ملف هو مجرد “طي” لا غير ولا يعني أبدًا البراءة والتبرئة من التهمة المفترضة..

فماذا أقول تعليقا على كل هذا “اللا معنى” الذي يكاد يصبح قاعدة في مشهد سياسي هو نفسه يشكو من أعطاب مزمنة؟

صدقا، ليس لي أي تعليق..

لكن أن تتصدر بعض البروفايلات، بهذه المسارات الملتبسة، الواجهة المؤسساتية والسياسية والرياضية للبلد، فهذا لا يفرغ مدونة الأخلاقيات البرلمانية من محتواها فقط..

مثل هذا يزرع الإحباط وينشر اليأس ويقتل الأمل وينسف حتى السياسة نفسها ويفرغها من كل معانيها النبيلة.