الصحراء المغربية في قنوات فيصل العرايشي

في الوقت الذي يبذل جنود كثيرون في الديبلوماسية المغربية مجهودات كبيرة دفاعا عن مغربية الصحراء..

وعلى رأس هذه المجهودات تلك التي يقودها ملك البلاد بثقله الشخصي والاعتباري والرمزي..

لكن هذه المجهودات الكبيرة لا يوازيها سند ودعم من طرف الإعلام العمومي للبلد حتى لا تذهب سدى..

ولا أخفي أن كثيرا ما تساءلت:

لماذا لا نشاهد مثلا برامج للنقاش السياسي ومعها برامج للنقاش الفكري والثقافي حول الصحراء المغربية على القنوات التلفزية لفيصل العرايشي؟

وأقول قنوات فيصل العرايشي لأن الرجل قضى “قرنا” من الزمن في هذا المنصب دون أن يتزحزح كما لو أن هذه القنوات مسجلة باسمه في المحافظة العقارية..

لكن ما هي الحصيلة لهذه السنوات الطويلة على رأس القطب العمومي اي قضية الصحراء وفي قضايانا الوطنية؟

الحصيلة متواضعة حتى لا نقول ضعيفة..

لكنها على المستوى الشخصي تبقى حصيلة غنية جدا..

والمؤشر على الأرض هو الحديث عن شراء العرايشي لأكثر من شقة بكندا وليس في المغرب..

لأن المغرب بالنسبة إلى أمثال هو ربما مجرد شباك أتوماتيكي لسحب العملة السهلة ليس إلا..

كما أن المؤشر على ضعف حصيلة العرايشي هو هذا الفرار الجماعي للمغاربة من قنواتهم والتوجه نحو مشاهدة القنوات الأجنبية..

ثم ما الجدوى من وجود قنوات عمومية تلتهم ميزانية ضخمة من خزينة الدولة لكنها تمر مرور الكرام على القضية الأولى للمغاربة ألا وهي قضية الصحراء..؟

دعوني أقول أيضا إنه لا يستقيم عقلا أن يكون لدينا صحراويون عائدون إلى أرض الوطن..

ولدينا أساتذة جامعيون ولدينا أطر ولدينا كفاءات ولدينا صحراويون وحدويون لهم دراية ولهم خبرة وقادرون على الإقناع بمغربية الصحراء..

لكن تلفزة العرايشي لا تستضيفهم إلى برامجها ولا تستمع إليهم ولا تتوفر حتى على أرقام هواتفهم..

ولا أبالغ إذا قلت إن قنوات العرايشي تتعامل ربما بما يشبه التهميش والتجاهل مع القضية الأولى في المغرب: قضية الصحراء المغربية..

يقع كل هذا كما لو أن الصحراء المغربية “غير مغربية” في نظر العرايشي الذي يبدد المال العام على الكثير من الأعمال التلفزيونية لكن بلا عائد وطني ينفع الناس ويمكث في الأرض.