مصطفى الفن يكتب عن المقعد البرلماني “المشكوك” فيه داخل البيجيدي
قال واحد من قادة البيحيدي في اتصال مع موقع “آذار” إن الاستحقاقات الانتخابية للثامن من شتنبر ليست “انتخابات” وإنما هي “أحداث”..
ماذا يعني هذا الكلام؟
هذا معناه أن البيجيدي يعتبر نتائج الانتخابات الأخيرة هي ليس فقط “نتائج غير مفهومة ولا تعكس الخريطة السياسية ولا الوزن السياسي للحزب”..
البيجيدي يلمح ربما إلى أبعد من ذلك عندما يضع هذه الانتخابات” في خانة واحدة مع “الأحداث” ومع “الكوراث” ومع “المصائب” التي تحل بالأرض وتهلك الأرض والحرث والنسل والإنسان..
وإذا كان صحيحا أن الحزب لم يوقف “البيضة في الطاس”، بتعبير بنكيران، وتعامل بالكثير من المرونة وربما ببعض السذاجة حتى وإن رفض “صدقة الدولة” المتمثلة في ثلاثة مقاعد في مجلس المستشارين..
لكن كان على البيجيدي ألا يقف عند هذا الحد..
لماذا؟
لأنه إذا كانت نتائج الاستحقاق الانتخابي بكامله مشكوكا فيها في نظر البيجيدي فالمنطق يقتضي أن نسلم بأن هذه ال13 مقعدا برلمانيا التي حصل البيجيدي هي بدورها مشمولة بالشك..
وظني أن الشجاعة السياسية تفرض على البيجيدي أن يرفض حتى هذه المقاعد ال13 لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره..
ودعوني أعود هنا إلى قضية المقعد البرلماني الذي “فاز” به البيجيدي بدائرة آنفا في انتخابات الثامن من شتنبر..
فقضية هذا المقعد هي فعلا قضية وتطرح العديد من الأسئلة..
فهل هل فعلا “فاز” البيجيدي بهذا المقعد أم “أعطي” له في ظروف غامضة أملتها الرحمة بحزب “ذل”؟
ليس لي أي جواب دقيق..
لكن هناك سؤالا آخر يتردد خلف بعض الكواليس في هذه القضية:
هل هناك نتائج تفصيلية تؤكد هذا “الفوز” أم أن الذي “فاز” حقيقة بهذا المقعد هو مرشح الاتحاد الاشتراكي؟
لا جواب ولو أن كل المؤشرات تحدثت في البداية عن فوز الاتحاد بهذا المقعد قبل أن تقع “المفاجأة” في اليوم في حدود الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال..
في كل الأحوال، إذا كان الاتحادي الأصيل محمد حفيظ دخل التاريخ من بابه الواسع عندما رفض مقعدا برلمانيا “مزورا”..، فإن حزب البيحيدي هو أولى برفض هذا المقعد لمجرد الشك انسجاما مع أدبياته التي تقول:
“فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه..”..
طبعا أنا أتحدث هنا إلى الحزب أما صاحب المقعد البرلماني المشكوك فيه فلا يهمه أن يقع في الحمى لأن السيد “صبأ” وتفرغ لقنص “الخنزير البري” وقيل لي إنه “بكى” على جهات في السلطة لعله “يخلد” فوق هذا المقعد مدى الحياة.