; عندما “يتعامل” المسؤول الأول في ال OCP ب استعلاء مع صحافة بلده – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

عندما “يتعامل” المسؤول الأول في ال OCP ب استعلاء مع صحافة بلده

عندما “يتعامل” المسؤول الأول في ال OCP ب استعلاء مع صحافة بلده
مصطفى الفنمصطفى الفن

انتهيت قبل قليل من قراءة حوار “غير صحفي” ومطول و”نادر” خص به الرئيس المدير العام لمؤسسة الOCP مصطفى التراب ورثة الصحافي الراحل البشير بنيحمد في المجلة الفرنسية “جون أفريك” التي أطاحت بزعماء ورؤساء دول بالقارة السمراء.

وعندما أصف حوار مصطفى التراب مع هذه المجلة الموجهة إلى القراء الأفارقة الناطقين بالفرنسية ب”النادر وغير الصحفي” فإني لا أبالغ.

أقول هذا لأني شخصيا لا أتذكر أني قرأت لهذا الرجل، الذي شغل في عهد الحسن الثاني مهمة بالديوان الملكي، أي حوار صحفي في أي جريدة مغربية منذ أن جيء به إلى الOCP قبل “قرن” من الزمن.

ولا أدري هل هذا الأمر له علاقة بموقف “سلبي” من صحافة البلد أم أن حفيد شيخ الإسلام محمد بالعربي العلوي يشعر ب”عقدة التفوق” التي تجعله يتعامل ربما باستعلاء غير مفهوم مع الصحافيين المغاربة.

في شتى الأحوال، أتمنى والحالة هذه أن أكون مخطئا ولو أن السي التراب له طريقة واحدة في التعامل مع صحافيي البلد:

إما أنه يقوم بتشغيلهم في امبراطورية “الذهب الأخضر” التي يسيرها بنظام رئاسي مغلق أصبحت حتى المعلومات البسيطة كما لو أنها معلومات سيادية..

وإما أنه يشتري صمت الناشرين والمدراء عبر تقنية إغراق الجرائد الورقية والإلكترونية بالصفحات الإشهارية..

وأنا آسف إذا تحدثت بهذه اللهجة التي لا تخلو من بعض الحدة..لكني لم أفهم كيف أن مسؤولا مغربيا لا يتحدث إلا نادرا..

وعندما يريد أن يتحدث فإنه يفضل أن يتحدث إلى وسيلة إعلامية أجنبية لها تقاليد عريقة في ابتزاز الدول والحكومات..

ولا أريد أن أعلق على مضمون حوار مصطفى التراب مع “جون أفريك” لأن أسئلة هذا الحوار لا تشتم فيها رائحة الصحافة حتى لا أقول إنها أسئلة تشبه إلى حد ما مثل هذا السؤال:

ما هو اللون المفضل عندك؟

أكثر من هذا، فهذا ثاني حوار صحفي أو قل حوار دعائي يجريه مصطفى التراب مع جون أفريك بعد حوار آخر أجراه سنة 2010 مع نفس المجلة.

وحتى عندما أجرى التراب افتحاصا للمكتب الشريف للفوسفاط عقب تعيينه على رأس هذه المؤسسة فإن مضامين هذا الافتحاص اطلعنا عليها في الصحافة الأجنبية وليس في صحافة الوطن.

بقي فقط أن أذكر بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما أراد ذات يوم أن يتحدث عن قضايا تهم الفرنسيين في عز جائحة كورونا فإنه اختار أن يتحدث إليهم من خلال الصحافة المحلية لبلاده.

ماكرون فعل هذا لأنه يؤمن الى حد الاعتقاد الراسخ بأن صحافة الوطن ومهما كانت المؤاخذات عليها فإنها هي “القاطرة” في أي معركة وفي أي مشروع وفي أي برنامج وفي أي حلم وفي أي رؤية للنهوض بالبلد وتطويره.