من تكون زينب العدوي؟
زينب العدوي هي فعلا سيدة محظوظة جدا وأعطيت لها فرص كثيرة لم تعط لنساء كثيرات يفقنها ذكاء وتكوينا وكفاءة.
زينب العدوي كانت أول امرأة تعين على رأس ولاية من ولايات المغرب بعد أن ظل هذا المنصب السامي حكرا على الرجال في أم الوزارات.
أكثر من هذا، زينب العدوي قدمت درسا حسنيا بين يدي الملك محمد السادس حول حماية المال العام في الإسلام.بل إن العدوي مرت من مسؤوليات ومناصب حساسة كانت آخرها هي تعيينها مفتشة عامة بوزارة الداخلية.
وطبعا كانت هناك أصوات كثيرة أرادت أن ترسم لزينب العدوي صورة امرأة ناجحة على مستوى المسؤوليات التي أسندت إليها.
لكن يبدو أن الواقع عنيد ولا يرتفع وربما هو أكبر من الرجال والنساء معا…
لماذا؟
لأننا لا نعثر في حصيلة ابنة دكالة أي بصمة أو أي شيء ذي قيمة يمكن أن تذكرها الأجيال لبعضها البعض.
زينب العدوي كانت والية بجهة سوس وكانت والية بجهة الغرب، فماذا يذكر لها الناس من إنجازات أو مشاريع أو أعمال اقترن بها اسمها؟
لا شيء تقريبا.
الشيء الوحيد الذي ارتبط به اسم زينب العدوي في أذهان المغاربة هو أنها “أرسلت” خادمتها إلى السجن..
والسبب هو أن هذه الخادمة أعماها الجوع و”سرقت” قطعة لحم من ثلاجة الوالية.
وحتى أداء الوالية من موقع المسؤولية بالمفتشية العامة لوزارة الداخلية يهتم بالقشور ولا يساير ربما ما هو استراتيجي في الرؤية الملكية لمفهوم الإصلاح.
وربما لهذا السبب نسمع أخبارا كثيرة عن تعثر مشاريع ملكية يشرف عليه الولاة والعمال أنفسهم أو نسمع أخبارا عن عزل أو اعتقال مسؤول جماعي منسي في قرية نائية في قضية رشوة لا تتجاوز ألفين درهم..
لكننا لا نسمع أي شيء عن ملايير الفساد الكبير فقط لأن الوالية الموقرة تكره ربما سلك مساطر الامتياز القضائي التي قد يكون لها ما بعدها.
نعم من حق زينب العدوي أن تكون بطموح زائد وربما من حقها أيضا أن تحلم بملء المقعد الشاغر بالقرب من الملك مكان الراحلة زليخة نصري.
لكن زليخة كان لها أسلوب خاص في الاشتغال. والمرأة هي الأسلوب أولا..
ومع ذلك نقول للوالية زينب هنيئا لك بالثقة الملكية وهنيئا لك أيضا بهذا التعيين الذهبي على رأس المجلس الأعلى للحسابات.