; مصطفى الفن يكتب: عندما كان “الهدف” هو إسقاط بنكيران بأي ثمن – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

مصطفى الفن يكتب: عندما كان “الهدف” هو إسقاط بنكيران بأي ثمن

مصطفى الفن يكتب: عندما كان “الهدف” هو إسقاط بنكيران بأي ثمن
مصطفى الفنمصطفى الفن

صحيح أن جزءا من الدولة، وربما أجزاء أخرى خارجها، ذهبت بعيدا في ترجيح كفة “البام” في انتخابات 2016 لأن “الهدف المقدس” كان وقتها هو إسقاط بنكيران وبأي ثمن.

نعم كان “الهدف” هو إسقاط بنكيران لأن النسق السياسي لم يعد يتقبل حينها ميلاد ثنائية طرفاها “عاش الملك” و”عاش بنكيران” في مشهد سياسي هش وبلا مناعة.

أقول هذا ولو أن هذه “الثنائية” ليست معيبة شكلا ولا مضمونا لأن بنكيران ليس هو بنبركة أو عمر بنجلون أو لفقيه البصري أو عبد الرحيم بوعبيد.

بنبركة وبنجلون ولفقيه وبوعبيد بصموا على مسار سياسي مختلف لا “يشكك” في شرعية الحكم فحسب، وإنما “يشكك” حتى في شرعية الحاكم أيضا.

أما بنكيران فهو جزء من النسق القائم وهو امتداد عضوي ل”عاش الملك” وربما هو أيضا مستعد أن يموت ليعيش الملك.

بل إن بنكيران مدافع شرس عن ملك يسود ويحكم..

لكن ب”أسلوب” يجعل من النصح المؤدب للإمام معلوما من الدين بالضرورة.

وهذا “الأسلوب البنكيراني” في فهم العلاقة مع الملك هو الذي أزعج “ربما” جهات نافذة في المحيط الملكي نفسه.

بل إن هذا “الأسلوب البنكيراني” هو الذي أخرج، سنة 2016، أموالا كثيرة وجهات كثيرة الى العلن خشية أن يطول المقام ببنكيران بالقرب من مقصورة الحكم.

لكن لماذا أذكر بهذا كله؟أذكر به لأن بنكيران اليوم ولو أنه مجرد عضو في حزب سياسي إلا أن الرجل هو بلا شك جزء دال من التوقيت المغربي.

وأذكر بهذا كله أيضا لأن هناك من يريد أن يزرع “الخلط” ليجعل من حكومة العثماني نسخة ثانية لحكومة بنكيران.

وهذا غير صحيح على الإطلاق.

والواقع أن حكومة بنكيران لا تشبه أي حكومة من الحكومات في تاريخ المغرب.

وإذا كان من الضروري أن نحاسب بنكيران، فإن محاسبته لا ينبغي أن تتم وفق منطق “الإخفاقات” و”الإنجازات” التي عرفتها حكومته.

محاسبة بنكيران ينبغي أن تتم وفق منطق آخر وهو وزن الدور السياسي الذي لعبه بنكيران لفائدة الدولة والمجتمع أيضا في فترات جد حساسة اجتازتها البلاد.

روى لي السي حسن أوريد الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي كيف أن شخصية وازنة محسوبة على المربع الذهبي قالت له في تلك اللحظات العصيبة ما يشبه هذا الكلام:”سعداتك انت لأنك هربتي بكري..”.

وفعلا ما أكثر الذين هربوا حينها في وقت كان الوطن في أمس الحاجة إليهم.