صفقة بيع “ليكونوميست” و”الصباح”.. دردشة ودية مع دلمي
تحدثت، قبل قليل، الى عبد المنعم دلمي الرئيس المؤسس للمجموعة الإعلامية “إيكوميديا” المالكة ليوميتي “ليكونوميست” و”الصباح” وملحقات أخرى مثل مطبعة “إيكوبرانت” و”راديو أطلنتيك” ومعهد للتكوين الصحفي والإعلامي.
ولم
يكن الهدف من هذه الدردشة الودية مع دلمي هو البحث عن معلومات ذات صلة
بدخول مساهمين جدد في رأسمال أكبر مجموعة إعلامية بالمغرب وخروج آخرين.
بل إن الهدف من هذه الدردشة مع دلمي هو أخلاقي وإنساني في المقام الأول.
فعلت
هذا لأني شخصيا أقدر هذا الرجل وأكن له كل معاني التقدير والاحترام نظرا
لما أسداه من خدمات لهذه المهنة سواء اتفقنا أو اختلفنا معه.
ومع ذلك، لا يمكن أن تتحدث الى دلمي دون أن يثار النقاش حول مهنة الصحافة وحول إكراهاتها وحول مستقبل “إيكوميديا” بعد رحيل مؤسسها.
وأنا أتحدث الى عبد المنعم دلمي فقد فهمت من الرجل أن الخط التحريري للمجموعة الإعلامية سيظل كما هو ولن يطاله أي تغيير.
“طبعا لقد كنا صارمين في هذا الأمر لئلا يتغير الخط التحريري لمنشورات المجموعة.”، يقول دلمي لموقع “آذار”.
كما فهمت أيضا من كلام دلمي أن خالد بليزيد الذي يشغل حاليا مهمة المدير العام ل”إيكوميديا” سيصبح هو الناشر لكل منشورات المجموعة.
أما
الصحافية نادية صلاح التي كانت هي الأخرى جزءا محوريا من قصة نجاح هذه
التجربة الإعلامية فسيظل وضعها الاعتباري كما هو لفترة انتقالية طيلة سنة
كاملة.
لكن لماذا غادر دلمي تجربة إعلامية هي في الأصل قطعة من الذات ومن الكيان ومن الوجدان؟
لم أطرح هذا السؤال على دلمي بهذه الصيغة لكن جواب الرجل كان له بعد وجودي مع بعض النوستالجيا وهو يقول: “C’est la loi de la vie”.
وفعلا،
إنها سنة الحياة التي تتطلب، في نظر دلمي، بعض الاستراحة مع إخلاء الساحة
لظهور طاقات ومواهب شابة جديدة لتواصل مشوار العطاء لهذه المهنة.
لكن
ما هو مؤكد منه وهو أن هذا التعب الذي شعر به دلمي خلال السنوات الأخيرة
سوف لن يمنعه من مواكبة معركة تخليق مهنة ستظل بدون شك من أنبل المهن.
بقي
فقط أن أقول. سواء ظلت منشورات “إيكوميديا” بخطها التحريري أو تغير هذا
الخط فإن رحيل دلمي من هذه المجموعة هو بالتأكيد خسارة كبيرة لهذه المهنة.
نعم إن الأمر كذلك لأن مؤسس هذه التجربة صحافي محترم ويعرف خصوصية الاستثمار في هذا القطاع وليس بائع دقيق وسكر وزيت ب”كاروفور”.