; مصطفى الفن يكتب: هل يرد الزفزافي ومن معه على “تحية” وهبي بأحسن منها؟ – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

مصطفى الفن يكتب: هل يرد الزفزافي ومن معه على “تحية” وهبي بأحسن منها؟

مصطفى الفن يكتب: هل يرد الزفزافي ومن معه على “تحية” وهبي بأحسن منها؟
مصطفى الفنمصطفى الفن

الريف ليس منطقة في شمال المغرب فحسب.

الريف هو أكبر من ذلك بكثير..

الريف هو جزء من التراب المغربي لكن بمسار خاص وبماض خاص وبنمط عيش خاص..

والريف هو أيضا منطقة بخصوصية متفردة..

وهذا التفرد له صلة بالتاريخ وبالجغرافيا وبالثقافة وبعلاقة المد والجزر مع المركز..

لكن هذا الثابت الموضوعي الذي طبع الريف وأهل الريف لا ينبغي أن يعقد ملف معتقلي هذه المنطقة..

وأكيد أن التهديد بالتنازل عن الجنسية المغربية خطوة شوشت كثيرا على هذا الملف حتى لا أقول شيئا آخر..

ورأيي أن تاريخ وخصوصية المنطقة ينبغي أن يساعد على التفكير في حل ينتصر فيه الوطن أولا لا أن تنتصر النفوس.

وإذا كان صحيحا أن السياق الذي اعتقل فيه قادة الاحتجاجات بهذه المنطقة التقت فيه أبعاد شتى.

وهي أبعاد فيها ما هو سياسي وما هو قانوني وما هو غير ذلك.

لكن ظني أن المناضل العاقل والحامل لفكرة نبيلة هو الذي يسترق السمع ويصيخه ويفكك لغة الإشارات..

عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بعث أكثر من “تحية” في هذا الملف..

وهبي بعث هذه “التحايا” حتى قبل أن يصبح أمينًا عاما ل”حزب الدولة” أو وزيرا للعدل..

واحدة من هذه “التحايا” ذات المعنى الرمزي هو إعلان وهبي عن رغبته في فتح باب الترشح أمام معتقلي الريف في انتخابات الثامن من شتنبر..

أما آخر هذه “التحايا” القوية فهو التصريح الأخير الذي قال فيه وهبي إنه سيضع ملتمسا بين يدي الملك من أجل العفو على معتقلي الريف..

وهبي صرح بهذا وهو وزير للعدل في دولة يعد فيها العدل أساسا الملك..

لندع الجوهر بعيدا لكن الشكليات تكون أحيانا أهم من الجوهر..

فما معنى ألا يجد وزير العدل ولو طلب عفو واحد فوق مكتب لجنة العفو؟

لن أقول إن هذا عيب شكلي..

بل سأقول من القلب:

كم وددت لو رد ناصر الزفزافي ومن معه على تحية وهبي بأحسن منها..

لماذا؟

لأن ثنائية “عبس وتولى” قد تطيل عمر الحزن في وقت نحن في أمس الحاجة إلى الفرح الجماعي في وطن يتسع لكل أبنائه ولا يضيق بهم.