; مصطفى الفن يكتب: مجرد رأي في التقاعد الوزاري – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

مصطفى الفن يكتب: مجرد رأي في التقاعد الوزاري

مصطفى الفن يكتب: مجرد رأي في التقاعد الوزاري
مصطفى الفنمصطفى الفن

سألت قبل قليل وزيرا سابقا في حكومة العثماني وقلت له:

السيد الوزير، هل ستطلب التقاعد الوزاري؟

لكنه أجابني بسؤال:

وما رأيك؟

فضحكت وأنا أرد:

لكن أنا صحافي ولست مستشارا لك..

ولأن المجالس، وحتى الحديث على الواتساب، أمانات، فإني سأقف عند هذا الحد ولا أزيد..

لكن هذه مناسبة لأجيب عن هذا السؤال:

ماذا يعني التقاعد الوزاري؟

التقاعد الوزاري، بالنسبة إلي، له معنى واحد لا ثاني له وهو التقاعد السياسي.

أما أن تستفيد أنت من التقاعد الوزاري ثم تطلب مني أنا الذي لا أستفيد من إي شيء بأن أصبر لأن الله مع الصابرين..

أو أن تبرر لنفسك هذه الاستفادة من التقاعد بمبررات عجيبة غربية، كأن تقول لي مثلا إن الله فضل بعضنا على بعض في الرزق وفي أنواع التقاعد..

فكل هذا في نظري هو تدجين واستحمار للناس حتى وإن ارتدي هذا التدجين والاستحمار زيا دينيا..

ورأيي أن الذي يقبل بالتقاعد الوزاري فهو قبل، عمليا، بنهايته السياسية ومعها نهاية بطاريته ولم يعد يصلح لأي شيء..

نعم أتفق بأن صاحب التقاعد الوزاري قد ينفع في التأطير السياسي وفي تأطير الأنشطة الحزبية من خلال المشاركة في الندوات والمحاضرات و”بس”..

أما أن يتحمل صاحب التقاعد الوزاري مسؤولية انتدابية وما شابهها من المسؤوليات فهذا فيه مس خطير بمبدأ تكافؤ الفرص.

أقول هذا حتى لا أقول إن تولي صاحب التقاعد الوزاري المسؤوليات الانتدابية فيه الكثير من الاستفزاز الممزوج بقلة المروؤة.

ومهم جدا أن أذكر بهذا لأني فوجئت شخصيا بأن بعض الأحزاب لا تجد أي حرج في الدفع بوزراء سابقين، استفادوا من التقاعد الوزاري، قصد تولي مسؤوليات انتدابية.

مسؤوليات من هذا النوع هي بالتأكيد خطوة تنسف كل الجهود المبذولة في معركة تخليق الحياة السياسية ببلادنا.

كما يمكن القول أيضا إن المكان الطبيعي لوزير استفاد من التقاعد الوزاري ليس هو عمل الواجهة أو تولي المسؤوليات الحزبية والانتدابية..

المكان الطبيعي لوزير استفاد من التقاعد الوزاري هو الانشغال بالذات والاشتغال في الظل و”يعطي التيساع” للشأن العام..