; مصطفى الفن يكتب: لماذا لا يرد العثماني على الهاتف على غير العادة؟ أتمنى أن يكون المانع من الرد خيرا – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

مصطفى الفن يكتب: لماذا لا يرد العثماني على الهاتف على غير العادة؟ أتمنى أن يكون المانع من الرد خيرا

مصطفى الفن يكتب: لماذا لا يرد العثماني على الهاتف على غير العادة؟  أتمنى أن يكون المانع من الرد خيرا
مصطفى الفنمصطفى الفن

اتصلت بالسيد رئيس الحكومة السابق الدكتور سعد الدين العثماني أمس السبت أكثر من مرة دون أن أفلح في الحديث إليه..

فعلت هذا عقب تدوينة أعلن فيها السيد العثماني هو نفسه عن عودته لاستئناف عمله كطبيب نفسي بعيادته الخاصة.

لكن السيد العثماني لم يرد على مكالماتي الهاتفية على غير العادة رغم أني حاولت الاتصال به أيضا عبر قناة أخرى دون أن يتحقق هذا المراد.

وجرت العادة أن السيد العثماني كان يرد على مكالماتي الهاتفية سواء وهو رئيس حكومة أو حتى عندما كان وزيرا للخارجية..

وأنا شاكر له من القلب لأن الأصل في العلاقة بين الشخصيات العامة والصحافة هي ليست علاقة عدوانية وعلاقة حرب وجفاء..

الأصل في العلاقة بين الشخصيات العامة والصحافة هي علاقة اتصال وتواصل ولو من موقعين مختلفين..

لأن الهدف ليس هو قضاء مآرب شخصية وإنما الهدف هو تقديم خدمات عمومية والوصول الى أجوبة لأسئلة يطرحها المواطنون ويطرحها دافعو الضرائب..

وحتى إذا حدث أن السيد العثماني لم يرد على مكالمات الهاتفية في الحال فإنه غالبا ما كان يتصل فيما بعد.

بل إن السيد العثماني، بما عرف عنه من تواضع أصيل لا مصطنع، لم يكن يجد أي حرج في أن يتصل هو شخصيا إما ليصحح معلومة أو ليبدي وجهة نظر مغايرة أو ليتفاعل، من موقع المسؤولية الحكومية، مع صحافي يخطئ احيانا ويصيب أخرى.

لكن لماذا لم يرد السيد العثماني على مكالماتي الهاتفية أمس؟

“أخشى” أن يكون الأمين العام للبيجيدي غاضبا مني بسبب من الأسباب ذات الصلة بمقال من المقالات ..

طبعا هذا مجرد تخمين ليس إلا..

ولو أن السيد العثماني كما أعرفه هو صاحب قلب كبير..

وهو أكبر من أن يعير اهتماما لمثل هذه الجزئيات الصغيرة بسبب مقال كتبه صحافي عابر في موقع إلكتروني “غابر”.

عن موقع “آذار” أتحدث.

في شتى الأحوال، أتمنى أن يكون المانع من الرد خيرا.

لكن هذه مناسبة لأقول أيضا إن عودة السيد العثماني الى عيادته ليست حدثا عاديا بميزان السياسة..

إن هذه العودة هي بحق رسالة بأبعاد متعددة وهي أيضا موقف مشرف لمسار الرجل ولحزبه ولوطنه..

لماذا؟

بكل بساطة لأن هذا الذي عاد الى مهنته الأصلية كان على رأس منصب سام جعل منه طيلة خمس سنوات الرجل الثاني في هرم الدولة..

وأنا أختم هذه التدوينة انتابني إحساس أن السيد العثماني عاد بهذه السرعة الى عيادته الطبية لأن الرجل تصرف ربما كفقيه في هذه النازلة..

أقصد القول:

وارد جدا أن يكون الفقيه العثماني استحضر ربما مضمون هذا المأثور الذي يعلي من قيمة العمل ومن قيمة البحث عن الرزق:

“إن نبي الله داوود كان يأكل من يده”..

وفعلا فحتى الأنبياء والرسل كانوا يأكلون من أيديهم وكانت لهم مهن وحرف يأكلون منها..

أما عندنا هنا في المغرب فالجميع “تقريبا” يريد أن يأكل من السياسة ولا يبالي..

وما أكثر الذين اغتنوا من السياسة ومن “سحت” السياسة ومن “زقوم” السياسة..

معلم الدار البيضاء ليس إلا نموذجا مصغرا..