; مصطفى الفن يكتب: حكومة عزيز أخنوش.. هل هي حكومة أم “مكتب دراسات”؟ – الخبر من زاوية أخرى | آذار – adare.ma
الخبر من زاوية أخرى

مصطفى الفن يكتب: حكومة عزيز أخنوش.. هل هي حكومة أم “مكتب دراسات”؟

مصطفى الفن يكتب: حكومة عزيز أخنوش.. هل هي حكومة أم “مكتب دراسات”؟
مصطفى الفنمصطفى الفن

تضمن الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس أمس بالجلسة الافتتاحية للبرلمان فقرة هامة أعتبرها شخصيا “أم القرى” في هذا الخطاب كله.

وجاء في هذه الفقرة من خطاب جلالته “أن الانتخابات الأخيرة كرست انتصار الخيار الديمقراطي والتداول الطبيعي على تدبير الشأن العام..”.

وبالفعل فأن يذكر أعلى سلطة بالبلد بالديمقراطية وبالخيار الديمقراطي في عز هذا التصحر الديموقراطي الذي يكتسح كل قارات الدنيا فهذا في حد ذاته ذكاء سياسي رسخ مرة أخرى هذا الذي يسميه البعض ب”الاستثناء المغربي”.

لكن يبدو أن السيد عزيز أخنوش لم يستحضر مضمون هذه الفقرة الذهبية من المتن الملكي في الرؤية التي أطرت مشاورات تشكيل حكومته..

بل يمكن القول أيضا إن الرؤية التي احتكم إليها السيد أخنوش في تشكيل حكومته عاكست ربما روح هذا الخطاب الملكي وعاكست ربما حتى الخيار الديمقراطي كثابت دستوري..

لماذا؟

لأن السيد أخنوش كسلطة اقتراح أهمل السياسة وأهمل كل ما هو استراتيجي في إخراج حكومة سياسية تستشرف المستقبل وتستشرف التحديات الكبرى التي قد تواجه بلدا عريقا اسمه المغرب..

فما معنى أن يقترح السيد عزيز أخنوش على الملك أسماء مرشحة للاستوزار بلا نواة سياسية صلبة قادرة على أن تلعب دور “البارشوك” في أوقات الشدة؟..

وأنا أذكر بهذه الأبجديات لأن التاريخ ليس خطا مستقيما..

وما معنى أن يقترح السيد أخنوش وزيرين من أسرة واحدة في حكومته؟

لقد قيل لي إن غيثة مزور الوزيرة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة ليست الإ أختا من جهة الأب لرياض مزور وزير الصناعة والتجارة؟

وما معنى التضحية بوزيرين استقلاليين و”تفويت” رئاسة مجلس المستشارين إلى النعم ميارة فقط لإسكات صهره حمدي ولد الرشيد الذي يعد الأمين العام الثاني لحزب علال الفاسي؟

ثم أليس عيبا أن يصبح النعم ميارة الذي لا يملك من الشواهد إلا  “شهادة لا إله إلا الله..” هو الرجل الرابع في هرم الدولة فيما أمينه العام نزار بركة ذو الكفاءة العالية والشواهد العليا هو مجرد وزير في حكومة وعلى رأس وزارة اقتطعت منها الكثير من القطاعات؟

والواقع أن السيد أخنوش انتصر في تشكيل حكومته إلى ما هو شكلي وتقني و”نسي” ما هو جوهري وما هو من صميم الموضوع..

لأن الانتصار للخيار الديمقراطي يمر بالضرورة عبر الانتصار لدولة الأحزاب وعبر الانتصار لحكومة الأحزاب وعبر الانتصار للسياسة..

أما أن نخرج حكومة بلا قفازات واقية وبلا “إيرباg” وبلا قادة ساسيين وازنين وبوزراء هم أقرب إلى موظفي الأبناك إذا ما استثنينا البعض منهم..

فهذا ربما قد يكون انتصارا لشيء آخر قد نسميه ما شئنا إلا أن نسميه الخيار الديموقراطي..

وأنا أتأمل هذه الوجوة النسائية الجميلة والناعمة لبعض الوزيرات في حكومة السيد أخنوش، تساءلت في نفسي وقلت:

ماذا فعل السيد عزيز أخنوش؟

فهل الرجل، الذي أكن له شخصيا كل التقدير والاحترام، شكل حكومة يعلق عليها المغاربة انتظارات كثيرة وآمالا عريضة؟

أم أن سعادة الملياردير أسس “مكتب دراسات” قد يتحول مع مرور الوقت إلى امتداد عضوي للهولدينغ المملوك لعائلة السيد أخنوش..؟

في شتى الأحوال، أنا واحد من الذين يتمنون من القلب ان تنجح حكومة السيد عزيز أخنوش في تنزيل برامجها وفي تنزيل وعودها..

أقول هذا لأن أي نجاح لهذه الحكومة هو بالضرورة نجاح للبلد..

أما الأشخاص فهم عابرون في زمن عابر..