عندما تكون النيابة العامة متقدمة عن “نخبة” المجتمع
هذه الأخبار، التي نسمع حول العنف وحول الاعتداءات الجسدية ضد بعض المرشحين، هي فعلا سلوكات مدانة وخطيرة..
لكن هناك ما هو أخطر من ذلك وهو تلك الكتابات والتدوينات التي تنتجها بعض الأسماء المحسوبة على العقل العلمي وعلى نخبة المجتمع..
إنها كتابات وتدوينات “تكاد” تسوغ وتشرعن هذا العنف وتجد له الأعذار والمبررات وتقدم بلطجية ومجرمين كما لو أنهم “أبطال”.
وحسنا فعلت النيابة العامة التي أمرت أمس باعتقال بلطجي وصاحب سوابق هدد السلامة الجسدية لعمدة فاس إدريس الأزمي.
أقول هذا ولو أني لا أتمنى الاعتقال أو السجن لأي إنسان..
لكن ماذا كان سيقع لو لم تتدخل النيابة العامة ولو لم يتم اعتقال منفذ هذا “الاعتداء” ضد الأزمي؟
أكيد كنا سنقرأ في بعض المواقع الإلكترونية وفي بعض التدوينات الفايسبوكية عناوين تحتفي احتفاء غير عادي بهذا الذي وقع بفاس على هذا الشكل:
“ساكنة فاس تطرد العمدة الأزمي..”.
العنف له معنى واحد وهو العنف وهو سلوك مدان بغض النظر عن الذي ارتكبه وبغض النظر عن اللون السياسي للضحية.
وأنا ضد العنف سواء كان موجها ضد مرشح من الأحرار أو مرشح من البام أو مرشح من الإسلاميين أو مرشحا من الاتحاديين..
لكن يا لهذه المفارقة:
لقد “عشنا وشفنا” أن النيابة العامة تكون “أحيانا” جد متقدمة في مرافعاتها مقارنة ببعض الكتابات والتدوينات الصادرة عن نخبة النخبة من صناع الرأي.
ومع ذلك أتمنى صادقا ان يتنازل الأزمي لهذا الذي حاول “الاعتداء” عليه..
أوليس الصلح خيرا؟
بلى.