قضية الطرامباطي.. عندما تتحول قضية “عمي” إلى عنصر مشوش
لا خلاف في أن الديمقراطية هي أرقى نظام ابتدعته البشرية لإدارة الخلاف بين الناس ولإدارة شؤون السياسة والسلطة والحكم.
لكن هذا لا يعني أن النظام الديمقراطي ليست له عيوب أو ليست له سيئات أو ليست له عواقب وخيمة على حياة البشر والشجر.
والواقع الذي لا يرتفع هو أن صناديق الاقتراع قد تكون أحيانا مجرد لعبة حظ ليس إلا.
لماذا؟
لأن هذه الصناديق، حتى وإن كانت من زجاج، فإنها لا تفرز لنا دائما وأبدا نزهاء الناس وأكفأ الناس وأنقى الناس وأشرف الناس.
صناديق الاقتراع قد تفرز لنا أحيانا حتى أراذل القوم وحمقى القوم والفاسدين من القوم.
ويمكن أن نستحضر هنا عشرات بل مئات الأمثلة التي تجسد بحق هذه الحقيقة المرة والصادمة أيضا.
يقع هذا حتى في أعرق البلدان التي قطعت أشواطًا متقدمة وبعيدة في الديمقراطية.
أما في بلدنا العزيز فقد صوت الناس على عمرو، فخرج من الصندوق الزجاجي كائن عجائبي بلا اسم.
وفي بلدنا العزيز أيضا، وصل هذا الذي يدعى “عمي” الى الكرسي الحساس وفق المنهجية الديمقراطية ووفق الشرعية والمشروعية وصوت عليه الناس من كل فج عميق..
حصل هذا رغم أن هذا “العم” ذكر اسمه في أكثر من ملف وتم تحذيره وربما تأنيبه من طرف رؤسائه المباشرين في أكثر من مناسبة في عهد بنكيران.
أما المآل، فقد كان شبه درامي لأن بلدنا خسر الشيء الكثير من سمعته مع هذه المنهجية الديمقراطية التي جاءت ب”عمي” وبأمثال “عمي”.
ورغم هذا كله فقد ظل “عمي” هو “عمي” ولم “يقطع” اتصالاته بعالم المال والأعمال والصحافة إلا قبل شهر فقط.
وكان ممكنا أن يكون هذا “الخسران” بأبعاد متعددة لولا أن عقلاء البلد اعتمدوا منهجية التعيين التي أنقذت ماء الوجه ووضعت الرجال المناسبين في الأمكنة المناسبة.
لكن ما علاقة “عمي” بهذا الملياردير الجديد المسمى أحمد الطرامباطي؟
لا أعرف.
لكن قضايا الطرامباطي سواء مع سعيد بنشرقي المالك القديم لشركة “بروديك” أو مع غيره من المشتكين كان يمكن أن تكون قضايا عادية جدا لولا أن قضية “عمي” برزت ربما كعنصر مشوش.
ومع ذلك فالطرامباطي هو “قصة نجاح” أحب من أحب وكره من كره..
وينبغي أن تجد هذه القصة طريقها الى التدريس بالجامعة المغربية لأن الرجل شيد امبراطورية مالية لا تغرب عنها الشمس في بضعة أيام لا غير.
ليت الموثقة (فايزة.ب) تخرج عن صمتها لتقول شيئا في وقائع مثيرة مضت لأن هذه الوقائع من الماضي لا زالت ممتدة في الحاضر وفي المستقبل أيضا.